تلويح أمريكا بالتدخل العسكري في دارفور.
النموذج الليبي.
الشيخ طه الجيلي، مثله مثل بعض أصدقائه عندما وعي التغيرات السياسية الكبيرة والصغيرة، أخذ يحس بوخز الضمير الناتج عن الخوف من المستقبل، وبدأ يتبرع في المناسبات وغير المناسبات بمال يزكي به مالا لديه في بنوك كثيرة يعرفها، ومشروع «طريق مايا العزيز» كما سمته منظمة اليونسكو هو فرصة للتطهير والطهارة والغسل النظيف، ولكن كما يقول أمين محمد أحمد: ولكن ليس بهذه الرخصة، لا نريد منه أكثر من مليار ولا أقل.
قبلنا بغسيل أمواله فينا، ولكن فليحسن الغسيل.
طريقة التسوق الجماعية التي كنا نتبعها في السابق ما زلنا نحافظ عليها إلى اليوم، وهي الذهاب الجماعي إلى سوق المدينة وشراء مؤنة الأسبوع كله في يوم الجمعة، ولو أننا جميعا نعمل في المدينة إلا أن المجيء للتسوق مجيء للتسوق فقط.
أثر الانقلاب الذي سمي بالكاذب أو الفاشل؛ حسب المتحدث، ما زال مؤثرا بوضوح في الشوارع والناس والخطاب السياسي والجرائد، وحتى سعر السلع والمواد التموينية والكتب أيضا.
اشترينا كما اشترى الناس شراء من يخاف أن يستيقظ ذات صباح ويجد السوق وقد فرغ من كل شيء؛ لأن الشائعة التي تقول إن ذاك الانقلاب ليس بكاذب، إشاعة قوية، وإن هناك حقيقة لا يفصح عنها، وإنهم أغلقوا صحيفتين وهددوا بإغلاق أخرى؛ لأنهما ألمتا بما يشبه قلب الحقيقة، أو عين الكذب.
أجلت زيارة دوشكا تودروف إلى البلاد الكبيرة حتى يستقر الوضع قليلا، الصيانة في الكهوف تتقدم بصورة جيدة، العمال يقضون وقتا أطول في إعمار منزل مايا زوكوف، حدد الجغرافيون خارطة سير مايا منذ خروجه الأول من روسيا، رسموا مدنا كثيرة مبعثرة في العالم، عدة قرى لم يسمعوا بها من قبل، أحراشا فلوات ومغارات وصحاري، ممالك صغيرة جميلة ليست بذات أهمية، دققوا بصورة أكثر تفصيلا على البلاد الكبيرة، عندما اهتدوا إلى أحد رجالات البوليس السري، الذي كان يمثل المسئول المباشر عن تحركات مايا زوكوف، استطاعوا أن يحددوا عدد المرات التي تبرز فيها مايا زوكوف في العراء وأين.
المغنية الجميلة عفراء عبد الرضي قطعت شوطا كبيرا في التدرب على ألحان مداح المداح السورية، حتى البدوية بلهجتها العذبة، الفنان كمال زكريا يضع اللمسات الأخيرة لنصب الحدأة، الذي تم ترميمه في سنوات الظلامات؛ حيث اتفق الناس على تسميتها، رجالات الحكومة أيضا يحبذون هذا الاسم، سكرتارية الاحتفال استطاعت أن تصل إلى تسعين في المائة من الأشخاص الذين حضروا يوم تأبين مداح المداح وما زالوا على قيد الحياة، حتى المجنون الذي صعد ذات مرة على شجرة التبلدي وخطب خطبته الشهيرة، ولحسن الحظ أيضا، وافق النور عثمان أبكر على أن يتم تكريمه في الحفل الافتتاحي كأكثر شعراء البلاد جنونا في فترة ما بين تهجير أهالي حلفا القديمة، ومقتل الأستاذ محمود محمد طه، ولو أنه لم يوافق على قراءة أوراق الابن العاق كلها، واعتبر ذلك محاولة لتضليل أحبائه، الذين أعجبوا به كثيرا، بأنه يحبهم أقل.
العالم كله الذي يخصنا في انتظار زيارتك يا صديقنا دوشكا تودروف.
Page inconnue