قال لي بهدوء مرعب وهو ينظر في عمق عيني: تعالي يا حبيبتي.
قال الكلمة الأخيرة كما لو كان يؤدي أغنية.
ثم أخذ يهذي كالمجنون: «الحبيبات لا يخلفن ميعادا.»
أخرج من حقيبة صغيرة زجاجة خمر مكتوب عليها
DRY GIN . قال لي: كنت عايز أنوم، ولكن قلت من الأحسن نشرب مع بعض شوية جن وننوم سوا. وشايفك متوترة ومزاجك عكران، ولابسة لبس ستة، تعالي اشربي شوية جن يمكن تروقي حبة.
قلت له، وأنا أقف بعيدا عن يده الممدودة في إلحاح: أنا لا أشرب الخمر ولا أحبها.
قال وفي فمه ابتسامة بنية: دا خمر مستورد، جن إنجليزي، وهو ليس من الخمور المحرمة، والعرب ما كانوا بيعرفوه في زمان الوحي، بالرغم من أنهم أول من قطر الكحول في العالم، ولكن فاتت عليهم حكاية الجن دي.
قلت بصورة قاطعة: محرم أو غير محرم أنا ما بشربه.
قال ملوحا لي بالزجاجة: طبعا بتكوني مسلمة، فإذا كنت مسلمة أنا أعدك بأن ذنبك علي.
قلت له في إصرار: برضي ما بشربه.
Page inconnue