Casal Musaffa
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
Genres
قال سلمان: فاغتنمت صحبة القوم فسرنا حتى دخلنا المدينة وذلك يوم عروبة (1) وأبو بكر قاعد في المسجد يفتي الناس، فدخلت عليه فأخبرته بالذي قدم له النصارى واليهود فأذن لهم بالدخول عليه فدخل عليه رأس جالوت فقال: يا أبا بكر إنا قوم من النصارى واليهود جئناكم لنسألكم عن فضل دينكم فإن كان دينكم أفضل من ديننا قبلناه وإلا فديننا أفضل الأديان.
قال أبو بكر: سل عما تشاء أجبك إن شاء الله.
قال: ما أنا وأنت عند الله؟ قال أبو بكر: أما أنا فقد كنت عند الله مؤمنا وكذلك عند نفسي إلى الساعة ولا أدري ما يكون من بعد!!!
فقال اليهودي: فصف لي/ 327/ صفة مكانك في الجنة، وصفة مكاني في النار لأرغب في مكانك وأزهد عن مكاني؟!
قال: فأقبل أبو بكر ينظر إلى معاذ مرة وإلى ابن مسعود مرة، وأقبل رأس جالوت يقول لأصحابه- تابعه ابنه؟-: ما كان هذا نبيا!
قال سلمان: فلما نظر إلى القوم؟ قلت لهم: أيها القوم ابعثوا إلى رجل لو ثنيتم له الوسادة لقضى لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل الزبور بزبورهم ولأهل القرآن بقرآنهم ويعرف ظاهر الآية من باطنها وباطنها من ظاهرها.
قال معاذ: فقمت فدعوت علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وأخبرته بالذي قدمت له اليهود والنصارى.
فأقبل علي حتى جلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه، قال ابن مسعود:
وكان علينا ثوب ذل فلما جاء علي بن أبي طالب كشفه الله عنا [ف] قال علي (رضوان الله عليه) [لليهودي]: سلني عما تشاء أخبرك إن شاء الله.
قال اليهودي: ما أنا وأنت عند الله؟ قال: «أما أنا فقد كنت عند الله وعند نفسي مؤمنا إلى الساعة فلا أدري ما يكون بعد (2)، وأما أنت فقد كنت
Page 307