فأبرقت عيناها وسري عنها وقالت: «هذا كل ما أبغيه. إني أسمع صوت سامان في الدار، وربما دخل علينا فيقطع حديثنا، فنحن على العهد وعند إبلال أبي سأفاتحه في هذا الشأن ثم أخبرك بما يكون.» قالت ذلك وتحفزت للوقوف، فإذا بخيزران قد دخلت وفي وجهها انقباض ولهفة، فنهضت جهان لملاقاتها فابتدرتها خيزران قائلة: «إن سامان داخل على مولاي المرزبان.»
قالت: «وهل أتى الموبذ معه؟» قالت: «كلا».
فهزت رأسها وحرقت أسنانها ثم قالت لها وهي تشير إلى ضرغام: «هل رأيت ضرغاما؟»
قالت وقد علاها الخجل: «لم أره يا سيدتي. اعذريني لدخولي بهذه اللهفة فقد شغلت بأمر سامان لعلمي أن أباك يستاء من دخوله عليه وقد أوصى بألا يدخل عليه أحد.» وتحولت إلى ضرغام فحيته باحترام وهمت بتقبيل يده.
فرد التحية وابتسم لها، وكان يستأنس بها لعلمه بحبها لجهان، وقال: «ما لي أراكم تخافون دخول سامان على أبيه؟!»
قالت جهان: «لأن أبي تكدر منه أمس لإهماله المجيء بالموبذ إليه.»
قالت ذلك وخرجت وهي تقول: «سأذهب إلى أبي ثم أعود.»
لبث ضرغام في مكانه وسارت جهان حتى أتت غرفة أبيها، فرأت سامان واقفا بالباب والحاجب يحول بينه وبين الدخول وهو يجادله مغضبا، فقالت: «ما بالك يا أخي؟»
قال: «إن هذا الرجل يمنعني من الدخول على أبي.»
قالت: «لا تغضب فإن أبانا في فراشه، وقد صرفني وأدخل المهتر ليكلمه في بعض الشئون. هل رأيت الموبذ؟»
Page inconnue