فقال: «علمت أن الخليفة الجديد المعتصم بالله استعان في تأييد خلافته بأخواله الأتراك فأعانوه، وفي جملتهم الأفشين ملك أشروسنة وأنت.»
فسرت أن قرن المرزبان اسمه باسم الأفشين فقال: «إن الأفشين عون كبير للخلافة وأما أنا فلا أستحق الذكر.»
فقطع المرزبان كلامه قائلا: «إن مستقبلا مجيدا ينتظرك لما أعلمه من بسالتك وعلو همتك. إنك لنعم القائد البطل ولا شك أنك تقدمت في جند الخليفة.»
قال: «نعم أصبحت بفضل مولاي رئيسا للحرس.»
قال: «رئيس حرس الخليفة؟!»
قال: «نعم يا سيدي.»
فبان السرور على وجه المرزبان والتفت إلى جهان كأنه يشركها في إعجابه بذلك التقدم السريع، فرأى جهان شاخصة إلى ضرغام تسمع حديثه وتكاد تلتقفه ببصرها. ولو أدنى المرزبان أذنيه من صدرها لسمع خفقان قلبها. فالتفتت إليه وابتسمت ثم سكتت وعيناها تتكلمان كلاما لم يفهمه وإن فهمه ضرغام.
وعاد المرزبان إلى الكلام عن الجند فقال: «إذن في العراق الآن جند كبير من الأتراك.»
قال: «إنهم يزيدون على عشرين ألفا، وفي جملتهم أبناء ملوك فرغانة الأخاشيد وغيرهم.»
فقال: «أظنه رغب في تجنيدهم لأن أمه منهم.»
Page inconnue