قال: «نعم، هو عبد أمير المؤمنين، وقد يكون سبق منه ذنب فعفو مولانا أوسع.»
قال: «ما الذي جاءنا به؟»
فقال حماد: «قضي علي أن أدخل هذه المدينة منذ بضعة أسابيع فعرفت حصونها ومعاقلها، لما رأيت جند أمير المؤمنين بالأمس بذلك جهدي ففررت وأتيت.»
قال: «وماذا تستطيعه في خدمتنا؟»
قال: «أدل أمير المؤمنين على عورات البلد فيسهل عليه فتحها؛ إن لهذه المدينة سورا منيعا، وحدث أن سيلا جرف جزءا منه، فكتب الملك إلى عامله ليعيد بناءه فتوانى فلما خرج الملك من القسطنطينية خاف العامل أن يأتي عمورية ويرى السور خرابا فبنى وجهه حجرا وعمل الشرف على جسر من خشب وإذا شاء مولاي دللته عليه من هنا.»
فنهض الخليفة وقال: «أرنيه.»
فدله على مكانه من بعيد، فلما رآه أثنى عليه وقال: «إذا صدقت فيما تقول فلك الجزاء الحسن.»
فقال ضرغام: «أنا أضمن صدقه يا مولاي، فهل يأمر أمير المؤمنين بتعجيل الجزاء.»
قال: «نعجله إكراما لك، ما جزاؤه؟»
قال: «إنه لا يطلب مالا وإنما تأذن له بجاريتك ياقوتة فيتزوجها.»
Page inconnue