لمست والدة السلطان جبهة إلينورا بظهر يدها ثم رفعت كأسا كبيرة إلى شفتيها.
قالت: «هيا، اشربي هذا.»
كانت الكأس تحتوي على شراب ذي لون أحمر داكن، وبنكهة الرمان ذي المذاق الحلو دون الأنسجة القاسية. وعندما انتهت إلينورا من تناول الشراب وضعت والدة السلطان الكأس نصف الفارغة على الأرض. «لقد كنت عطشة.»
هزت إلينورا رأسها ووضعت يدها الخدرة المتعرقة على جبهتها. كانت ترغب في أن تسأل عن مكانها وما حدث، وما إلى ذلك، ولكنها كانت تشعر بالتعب لدرجة تمنعها من الحديث، بل حتى من التفكير.
قالت والدة السلطان: «إن السلطان مهتم جدا بصحتك، وفور أن قرر الطبيب أن حالتك مستقرة أصر على إحضارك إلى هنا في جناحه الخاص؛ ظنا منه أنه أكثر الأماكن راحة كي تستعيدي صحتك وتتعافي.»
حاولت إلينورا أن تتحدث مرة أخرى، ولكن الكلمات لم تخرج، بل فقدت في الطريق من عقلها إلى فمها، وعندما كانت تدرك أن الكلمات ضاعت منها كانت تنسى ما ترغب في قوله. «خذي رشفة أخرى من عصير الرمان، فسوف يمدك بالطاقة.»
وبينما كانت إلينورا تشرب، شعرت بالقوة تتدفق في عروقها، وبالسكر وهو يضخ في دمها، ولكن رغم القوة كان عقلها مشوشا.
سألتها والدة السلطان وهي تداعب ظهر يدها: «ماذا تذكرين؟ هل تذكرين ما قلته لنا؟»
رفعت إلينورا ذقنها كي تهز رأسها. «ألا تذكرين أي شيء أخبرتنا به؟ حول الكاهن مولر والأحجية؟ حول منصف بك والشاب الغريب في مقهى أوروبا؟»
همست بصعوبة قائلة: «كلا، ماذا قلت؟» فلم تكن تذكر شيئا سوى الهيركانيين.
Page inconnue