Carl Buber : Cent ans d'illumination
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Genres
Forces (مجالات القوى)
Fields of Forces . إن لها طبيعة «نزوعية»: إنها نزوع أو ميل إلى التأثير والتفاعل، إنها كيانات نظرية عالية التجريد، غير أنها تتفاعل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع الأشياء المادية العادية التي نسلم جميعا بواقعيتها، القوى والمجالات إذن «واقعية»
Real ، ومشكلة الماديين في رأي بوبر أنهم يحلون المشكلات ببساطة بأن يسموا كل شيء يتفاعل مع عالمهم «مادة» أو شكلا من المادة، وبالتالي يرون أن ما ليس مادة ولا شكلا من أشكال المادة لا يمكن أن يتفاعل مع العالم الواقعي، هذه اللفتة شديدة الأهمية في فهم بوبر ونقده لمذهب التوازي وللمذهب المادي .
7 (2-1) تهافت مذهب التوازي
«التوازي»
صيغة شاذة من الصيغ الثنائية قال بها عدد غير قليل من مفكري العصر الحديث، بدءا بجيولنكس وليبنتز وانتهاء بفونت وماخ، ومفاد هذا المذهب أن الوظائف الذهنية والوظائف الفسيولوجية تمثل مجموعتين من الظواهر: ظواهر لا مادية وأخرى مادية (جسمية)، كل مجموعة منهما مغلقة على حالها وتجري «موازية» للمجموعة الأخرى بحيث إن هناك تناظرا بين كل عنصر من عناصر إحدى المجموعتين ومقابله في المجموعة الأخرى، فلكل حدث ذهني متلازم
Correlate
فسيولوجي يخصها وحدها، دون أن يكون بين المتلازمين، الذهني والفسيولوجي؛ أي تفاعل متبادل أو أي تأثير سببي، إن أحدهما لا يؤثر في الآخر ولا يتأثر به بأي شكل من الأشكال.
ها هنا تصطدم نظرية التوازي مع برهان «الواقعية» الذي قدمه بوبر والذي أسلفناه لتونا، فإذا صح أن نشاط العالم المادي لا يسفر عن نفسه في العالم الواقعي، لما كان بإمكاننا أن نعتبر العالم اللامادي واقعيا، ومن ثم يتعين علينا أن نأخذ بمذهب التأثير المتبادل لكي يتسنى لنا أن نعلل تأثير الأفكار، لقد أرادت نظرية التوازي أن تحتفظ بفكرة الثنائية دون أن تخترق قانون بقاء الطاقة، فأنكرت أي علاقة حقيقية بين الوظائف العقلية والوظائف الفسيولوجية، وهكذا، وخلال فهم ضيق للعلية، انتهت نظرية التوازي إلى القضية المتناقضة القائلة بأن العقل لا يمكن أن يوجد بدون جسم، وأنه مستقل عنه في الوقت نفسه وأنه موجود رغم كل ذلك.
8
Page inconnue