Carl Buber : Cent ans d'illumination
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Genres
5 (2) معنى الواقعية
لقد حاول بوبر أن يبين أن تطور المادية هو في الحقيقة تحرك في اتجاه المثالية، غير أن هذه مثالية من صنف جديد، فلا تزال علاقة «الأفكار» بالعالم المادي بحاجة إلى تفسير، وهو من أجل ذلك يكرس نفسه لحل مشكلة «الواقعية»
Realism ، ولتعريف لفظة «واقعي»
Real ، يقول بوبر إنه لا يميل بصفة عامة إلى تناول المشكلات اللفظية والأسئلة التعريفية؛ لأنها قمينة أن تؤدي إلى مماحكات لفظية تطغى دائما على المشكلات الحقيقية (وهو ارتكاز بوبري هام يعبر عن رفضه لمذهب الماهية
Essentialism
في الفلسفة وفي العلوم الطبيعية والاجتماعية كما رأينا وسنرى في غير موضع)، غير أنه استثنى من ذلك تعريفا واحدا هو تعريف «الواقعي»، فما هو «الواقعي»؟ ومتى نقول عن شيء أنه شيء «واقعي» (حقيقي)؟
يعرف بوبر الشيء «الواقعي» (الحقيقي) بأنه ذلك الشيء الذي يمكنه أن يمارس تأثيرا عليا (سببيا) على أشياء نسلم بواقعيتها للوهلة الأولى
(أي أنها واقعية ما لم ينقض ذلك بدليل، أو أن إنكارها هو الذي يحمل عبء البينة)، وهي تلك الأشياء المادية العادية الحجم (كالأشياء التي يمكن للطفل الرضيع أن يتناولها ويضعها في فمه)، وقد ظل الناس يتلكئون في قبول واقعية الذرات حتى جاءت نظرية أينشتين عن «الحركة البراونية» لتقدم تفسيرا لتلك الحركة المنظورة في ضوء التفسير العلي للجزيئات الصغيرة المتحركة للسائل، وبذلك قدم تبريرا وجيها لواقعية الجزيئات وبالتالي واقعية الذرات، وقد غدا وجود الذرات معرفة عامة عندما تسبب تفجيرها الاصطناعي إلى تدمير مدينتين آهلتين (هيروشيما وناجازاكي).
6
غير أن الأشياء أو الكيانات الواقعية قد تكون عينية أو مجردة، على تفاوت الدرجة، من هذه الكيانات المجردة في الفيزياء «القوى» و«حقول القوى»
Page inconnue