============================================================
معرفة النفس: وانكشاف بعض الخواطر دون البعض لوجود بعض هذه الأربعة دون بعض، وأقوم الناس بتقويم الخواطر أقومهم بمعرفة النفس، ومعرفة النفس عسر المنال جدا، لا يكاد يتيسر إلا بالاستقصاء في الزهد والتقوى، وهذا ربط معرفة الله بمعرفة النفس فقال: "من عرف نفسه عرف ربه"(1).
وذلك كربط معرفة النهار بمعرفة الليل، فإنه لولا ظهور الليل لم تعرف فضيلة النهار، فكذا لولا معرفة النفس لم يعرف مقام العبودية فلم يعرف مقام الربوبية على الكمال، وقد كان رسول الله مع غاية طهارة نفسه دائم الافتقار إلى مولاه في الاستعاذة من شرها، حتى كان يقول: "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، إكلأني كلاءة الوليد"(2) أي احفظني حفظ الوالد الشفيق ولده أن يشترقه الغير أو يأخذه.
ولما تحقق الأستاذ العيدروس(3) نفع الله به الورائة المحمدية من جده
كان يقول: أنا عبد الله المفتقر إلى الله في كل تفس (1) ذكره الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة (ص490 حديث رقم 1149) : وتقل عن أبي المظفر السمعاني أنه قال.: لا يغرف مرفوعا، وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازي يعني من قوله وكذا قال النووي: أته ليس بثابت. وذكره الشيخ ملا علي القاري في كتابه المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص (189) على أنه من جملة الموضوعات.
(2) الحديث إلى قوله (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) رواه الحاكم في المستدرك (1. 730) وهو حسن، أما الزيادة وهي قوله فيه (إكلاني كلاءة الوليد) فلم أقف عليها (2) هو السيد عيد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف المشهور بالعيدروس. ولد بمدينة تريم سنة 11لف وأخذ العلم عن جماعة من الفقهاء والصلحاء ويرع في سملوم الشريعة الثلاثة: التفسير والحديث والققه وجلس للتدريس فتخرج على يديه الكثير، وله عدة مؤلفات. وتوفي بطريق الشحر سنة 865هودفن في تريم وعمره أربع وخمسون سنة. الحبشي: عقد البواقيت 118:2- 119.
Page 21