من اللغة، شهد به أهلها (١)، حتى عدّوا قوله حُجّة فيها، وجعلوه كبطنٍ من بطون العرب (٢) . قال ثعلب: يأخذون على الشافعي، وهو من بيت اللغة، يجب أن يؤخذ عنه (٣) . وقد قرأ عليه الأصمعيُّ، واستفاد منه مع كبر سنِّه، وتقدُّمه في العلم والأدب (٤) .
وأثنى عليه أهل اللغة الأوائل كابن قتيبة (٥) (ت ٢٧٦ هـ) وأبي القاسم الخوافي (٦) (ت ٤٥٠ هـ) وأبي بكر بن دريد (٧) (٣٢١ هـ) وأبي منصور الأزهريّ (ت ٣٧٠ هـ) بقوله "وألفيت أبا عبد الله محمد ابن إدريس الشافعيّ (أنار الله برهانه، ولقّاه رضوانه) أثقبهم بصيرةً، وأبرعهم بيانًا، وأغزرهم علمًا، وأفصحهم لسانًا، وأجزلهم ألفاظًا، وأوسعهم خاطرًا فسمِعْتُ مبسوطَ كتبه، وأمّهاتِ أصوله من بعض مشايخنا، وأقبلْتُ على دراستها دهرًا، وأسنفْتُ بما استكثْرتُه من علم اللغة على تفهُّمها؛ إذْ كانت ألفاظه عربيَّةً محضة، ومن عجمة المولَّدين مصونة" (٨) .
وقد جرتِ الأُمَّة على تفضيل المقدّمين في علم العربية في طلب القراءة،