Les Arabes et le modèle américain
العرب والنموذج الأمريكي
Genres
هو أن إسرائيل خير ضمان لتدفق البترول العربي، بإمكاناته الهائلة، إلى مصانع الغرب وشركاته.
والأساس غير المباشر:
هو أن وجود إسرائيل سيخلق مشكلة سياسية وعسكرية وحضارية كبرى لسكان المنطقة العربية، تحتل مكان الصدارة في تفكيرهم، وتشغلهم عن قضاياهم الأخرى، وتمتص طاقاتهم الاقتصادية وتوقف نمو بلادهم، بحيث تظل في حاجة دائمة إلى العون الخارجي والعون الأمريكي بوجه خاص، وبحيث ينتهي بها الأمر إلى الاستعانة بأمريكا نفسها ضد إسرائيل، أي بأمريكا ضد أمريكا!
وأكاد أجزم بأن هذا التقرير الأمريكي يحذر صانعي السياسة في هذا البلد من أن إمكانات العرب البترولية يمكن أن تخلق في المنطقة العربية دولة كبرى في المدى الطويل، وذلك إذا تجمعت الثروة البترولية مع إرادة الوحدة بين شعوبها، وإذا أمكن التوفيق بين ضخامة الموارد البشرية لبعض البلاد العربية (مصر مثلا)، وإمكانات الاستغلال الواسعة النطاق في بعضها الآخر (السودان والعراق مثلا) وتوافر الموارد المالية عند بعضها الأخير (البلاد البترولية). مثل هذه الدولة ذات الإمكانات الضخمة يمكن أن تشكل خطرا جسيما على مصالح الغرب، لأنها ستوجه مواردها لخدمتها هي ذاتها قبل كل شيء، ومن هنا كان لا بد من الحيلولة دون سير تاريخ المنطقة العربية في هذا الاتجاه.
وأكاد أجزم أيضا بأن هذا التقرير قد انتهى إلى أن هناك وسيلتين رئيسيتين لتوجيه الأحداث في المنطقة العربية على النحو الذي يحول دون إقامة هذه الدولة العربية القوية، الموحدة، الغنية، المستنيرة.
الوسيلة الأولى:
هي إقامة إسرائيل كجسم غريب، مدجج بالسلاح، في قلب الأرض العربية.
والثانية:
هي إدخال لعبة الانقلابات العسكرية في الوطن العربي، وإخضاع أهم وأكبر شعوب المنطقة لأنظمة حكم أحادية الرأي، أحادية الاتجاه، تقمع كل معارضة، وتتخذ من الاستمرار في الحكم هدفا يعلو على كل هدف آخر.
ولو تأملنا الارتباط الوثيق بين هاتين الوسيلتين، والتوافق الزمني العجيب بين قيام دولة إسرائيل ووقوع أول انقلاب عسكري في المنطقة، لأدركنا إلى أي حد نجحت أمريكا في تنفيذ هذا المخطط الاستراتيجي الأساسي. •••
Page inconnue