Arabes de cette époque : un pays sans maître
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
Genres
كلاهما ذو مصالح مشتركة؛ السيطرة على النفط العربي الإسلامي وعوائده واستثماراته، والسيطرة على الأسواق العربية وكل مصادر الثروة الطبيعية في العالم. كلاهما تتحكم فيه القيم المادية
وما يهلكنا إلا الدهر (الجاثية: 24). دينية في الظاهر، ومادية في الباطن.
كلاهما يشيعان ثقافة الاستهلاك بدعوى الرفاهية والوفرة. كلاهما يبغي القضاء على استقلال الشعوب، ثقافيا وسياسيا واقتصاديا؛ حتى تتم لهما السيطرة على العالم.
وبالرغم من الخلاف في الظاهر، إسرائيل دولة صغيرة، وأمريكة قارة كبرى، إلا أن الدولة الصغرى تقوم بدور الدولة الكبرى من خلال النفوذ في العالم، والدولة الكبرى تقوم بدور دولة صغرى قصيرة النظر دون وعي تاريخي ورؤية بعيدة لمصالحها ومستقبلها. وبالرغم من أن إسرائيل تعتمد في وجودها على العون الخارجي في المال والسلاح، وإحساس الغرب بالذنب تجاهها لما اقترفته النازية وكافة أشكال الاضطهاد لليهود في العالم، إلا أنها تقوم بلعبتها الخاصة، وترسم سياسات الدول الكبرى لما اكتسبته من خبرات مختلف الشعوب وتراثها التاريخي الطويل. وكذلك أمريكة بالرغم من أنها تملك كل المقومات الداخلية الاقتصادية، إلا أنها خاضعة لجماعات الضغط المختلفة، ومنها اللوبي الصهيوني لتوجيه سياسات الولايات المتحدة لصالحها.
هذا الاتفاق في النشأة والبنية والأهداف هو الذي يوحد بين الصهيونية والمحافظة الجديدة، بين السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية إلى حد التطابق الأعمى؛ فغزو العراق لصالح إسرائيل أولا، وتهديد إيران لحماية إسرائيل أولا، والسلام والتطبيع لصالح إسرائيل أولا، ومناهضة العنف لصالح الاعتدال لمصلحة إسرائيل أولا، بل لقد وحدت الصهيونية المسيحية أو المسيحية الصهيونية بينهما في أيديولوجية واحدة تحقق الأهداف المشتركة.
ولقد خلقت الأيديولوجيتان والسياستان الصهيونية والأمريكية موجة عداء لهما في كل أنحاء العالم، حتى في قلب العالم الحر، باعتبارهما عنصرية وهيمنة وتوسعا. تبشر بعالم جديد يقوم على العدل وليس على القوة، على المساواة بين الشعوب وليس على الاستعلاء العنصري. وقد دفع ذلك بعض فلاسفة التاريخ والحركات المناهضة إلى التنبؤ بسرعة انهيار الأسطورتين؛ التفوق الإسرائيلي والتفوق الأمريكي، بل وبنهاية إسرائيل والإمبراطورية الأمريكية في المستقبل، طال الأمد أم قصر، أسوة بقوم عاد وثمود، وفرعون وهامان.
الدولة اليهودية
عاشت إسرائيل منذ نشأتها على أسطورة أنها دولة ديمقراطية، بل واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وسط ديكتاتوريات عربية، ملكية أو عسكريات انقلابية. وهي دولة تعددية بها شرقيون سفارديم، وغربيون أشكناز . تأتيها الهجرات اليهودية من كل الأجناس، بيضاء وسوداء وصفراء، من الدياسبورا إلى العاليا. والقدس مفتوحة لكل الأديان، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في حماية الدولة العلمانية التي ترعى حرية العبادة. ولو امتلك المسلمون الأقصى من فوق الأرض، فإن إسرائيل تملكه تحت سطح الأرض حتى قواعد هيكل سليمان.
وكان هذا مدونا في الميثاق الوطني الفلسطيني منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، دولة علمانية تعددية يعيش فيها كل المواطنين على قدم المساواة، بصرف النظر عن العرق والدين والطائفة.
ولم تعترف به إسرائيل لأنها كانت تريد في الحقيقة دولة يهودية خالصة خالية من العرب أو المسلمين أو النصارى. وكانت الدولة التعددية العلمانية مجرد دعاية أمام الغرب؛ لأن أعداءها الذين يريدون إلقاءها في البحر من الإخوان المسلمين وزعيم مقاومتهم الشيخ عز الدين القسام، ورئيسهم مفتي فلسطين. وهو ما ظهر بعد ذلك في حماس والشيخ ياسين والجهاد الإسلامي.
Page inconnue