La Suite dans l'évocation de la Mort
العاقبة في ذكر الموت
Chercheur
خضر محمد خضر
Maison d'édition
مكتبة دار الأقصى
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Lieu d'édition
الكويت
الْأَمْوَات مَا يدل على أَن الْمَوْت لَيْسَ كَمَا وصفت وَأَنه إِنَّمَا هُوَ كأس يسهل على إِنْسَان ويصعب على آخر وَقد رَأينَا من الْأَمْوَات من يتحدث فيوصي وَيشْهد بِمَالِه وَبِمَا عَلَيْهِ وَنَفسه تخرج من قَدَمَيْهِ إِلَى صَدره أَو إِلَى حلقه وَهُوَ على حَاله فِي وَصيته وإشهاده وَرُبمَا ظن من رَآهُ فَجْأَة أَنه لَا بَأْس عَلَيْهِ وَلَا موت عِنْده ثمَّ يَمُوت كَذَلِك وَمَا هَذِه صفة من ينشر بالمناشير ويقرض بِالْمَقَارِيضِ وَيفْعل بِهِ وَيفْعل بِهِ وَلَو كَانَ كَذَلِك لمَنعه ألم النشر ووجع الْقَرْض وكرب الْمَوْت عَن الْكَلَام وَالْإِشْهَاد وَعَن الْوَصِيَّة بِأَن يدْفن فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا وَأَن يُكفن فِي ثوب كَذَا وَكَذَا
وَلَو كَانَ كَمَا قلت فقد رَأينَا من سرعَة خُرُوج بعض الْأَرْوَاح مَا لَو كَانَ فِي الْمَيِّت أَضْعَاف مَا قلت من الشدَّة لما كَانَ يُبَالِي فِي ذَلِك لسرعة خُرُوج روحه وعجلة استلابها
نعم للْمَوْت عِنْد الْأَكْثَر مُقَدمَات من الآلام والأمراض والأسقام يبلغ مِنْهُ المبالغ قبل الْمَوْت ثمَّ يَمُوت وَقد تنزل تِلْكَ الْأَمْرَاض والإسقام بآخر فتشرف بِهِ على الْيَقِين وتريه الْمنون قبل الْمنون ثمَّ تقلع عَنهُ فَلَا يبْقى لَهَا أثر وَكَأَنَّهُ مَا سمع لَهَا بِخَبَر
فَأَقُول صدقت وَالْأَمر كَمَا قلت وَقد شوهد فِي بعض الْأَمْوَات مَا ذكرت وَقد علم أَن الْمَوْت يهون على بعض النَّاس ويسهل عَلَيْهِ وَبَعْضهمْ أَو أَكْثَرهم يشدد عَلَيْهِ ويغص بِهِ فَمن أَي الْفَرِيقَيْنِ أَنْت مِمَّن يهون عَلَيْهِ أَو مِمَّن يصعب عَلَيْهِ فَلَا بُد لَك من أَن تشرب بِأحد الكأسين وترمى بِأحد السهمين لَا بُد لَك من ذَلِك فَمَا الَّذِي يُؤمنك أَن تطعم أضره وتسقى أمره وتصلى أشقه وأحره مَا الَّذِي أمنك من هَذَا وكيفما كَانَ فالموت شربه كريه وكأس مرّة حَتَّى إِن الْإِنْسَان لَو عرض عَلَيْهِ مَقْعَده من الْجنَّة وَقيل لَهُ تَمُوت ثمَّ تصير إِلَيْهِ رُبمَا انقبض عَن ذَلِك وان جمع عِنْدَمَا يذكر لَهُ الْمَوْت
كَمَا روى عَن سهل بن عبد الله التسترِي ﵀ أَن وليا من أَوْلِيَاء الله ﷿ تبدي لَهُ ملك الْمَوْت فَأخْبرهُ بِرِضا الله ﷿ عَنهُ وبشره بِالْجنَّةِ وَأَنه يَمُوت فِي وَقت قريب حَده لَهُ
1 / 117