285

La Suite dans l'évocation de la Mort

العاقبة في ذكر الموت

Enquêteur

خضر محمد خضر

Maison d'édition

مكتبة دار الأقصى

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Lieu d'édition

الكويت

قتلني هَذَا عاملني فغشني وَلم ينصحني هَذَا رَآنِي مَظْلُوما وَقدر على نصرتي فَلم ينصرني هَذَا علم أَنِّي جَائِع وَكَانَ قَدِيرًا على أَن يطعمني فَلم يطعمني
وَكَيف مَا كَانَت معاملتك مَعَ النَّاس وَكَيف مَا كَانَت معاشرتك لَهُم فَبينا أَنْت كَذَلِك لَا تَدْرِي مَا تَقول وَلَا تَدْرِي مَا تعْمل وَلَا تَدْرِي إِلَى أَيْن تَفِر وَلَا كَيفَ تتخلص وَقد أبهتك الْأَمر وأدهشك الْحَال إِذْ سَمِعت نِدَاء الْمُنَادِي الْيَوْم تجزي كل نفس بِمَا كسبت لَا ظلم الْيَوْم إِن الله سريع الْحساب فَلَا تسْأَل عَن انخلاع قَلْبك واضطراب صدرك وَقلة أنصارك وَعدم الدافعين عَنْك فَمَا شِئْت من ضلوع تنخرق وأكباد تحترق وأحشاء تَصْطَفِق وهموم تنبعث عَلَيْك وتندفق وَقد علمت أَن الْأَذَى لَا يرفع عَن نَفسك هُنَاكَ بالدينار وَلَا بالدرهم وَإِنَّمَا هِيَ حَسَنَاتك الَّتِي تعبت فِيهَا فِي الدُّنْيَا إِن كَانَت قد قبلت مِنْك تُعْطى مِنْك لخصمك وتدفع لمطالبيك وَإِن لم يكن لَك حَسَنَات أَخذ من سيئاتهم فَحملت عَلَيْك وألقيت على كاهلك
ولعلك جرأت مُسلما على مَعْصِيّة أَو حَملته على ارْتِكَاب خَطِيئَة أَو كنت لَهُ سَببا فِي ترك سنة واعتقاد بِدعَة فيجتمع ذَلِك كُله لَك ويناط بك وَيحمل على ظهرك قَالَ تَعَالَى وليحملن أثقالهم وأثقالامع أثقالهم
فَانْظُر وتدبر كَيفَ يكون حالك وَقد أضيفت إِلَى سيئاتك سيئات أخر وَإِلَى أوزارك أوزار أخر فاجتمعت عَلَيْك السَّيِّئَات وأحاطت بك الخطيئات وانكسر ظهرك من ثقلهَا وَلم تستطع النهوض بِسَبَبِهَا واستغثت فَلَا مغيث واستعنت فَلَا معِين وَإِلَى الله نرغب فِي المعونة فالتوفيق بِيَدِهِ وَالْفضل فَضله وَإِلَيْهِ يرجع الْأَمر كُله لَا رب غَيره وَلَا معبود سواهُ

1 / 307