La Suite dans l'évocation de la Mort
العاقبة في ذكر الموت
Chercheur
خضر محمد خضر
Maison d'édition
مكتبة دار الأقصى
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Lieu d'édition
الكويت
سَبِيل الله لما قيل لَهُ مَا تشْتَهي قَالَ أُرِيد أَن أرجع إِلَى الدُّنْيَا فأقاتل فأقتل مرّة أُخْرَى وَذَلِكَ لما يرى من فضل الشَّهَادَة وازدحام الْحور الْعين عَلَيْهِ حَال قَتله
وَقَالَ غَيره رب ارْجِعُونِ لعَلي أعمل صَالحا فِيمَا تركت وَقَالُوا يَا ليتنا نرد فنعمل غير الَّذِي كُنَّا نعمل
وَقَالَ ﷺ مَا من أحد يَمُوت إِلَّا نَدم قَالُوا وَمَا ندامته يَا رَسُول الله قَالَ إِن كَانَ محسنا نَدم أَن لَا يكون ازْدَادَ وَإِن كَانَ مسيئا نَدم أَن لَا يكون نزع أخرجه التِّرْمِذِيّ
ويروى أَن رجلا جَاءَ إِلَى الْقُبُور وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ اضْطجع على شقَّه فَنَامَ فَرَأى صَاحب الْقَبْر فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِنَّكُم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نعمل وَلِأَن تكون ركعتاك فِي صحيفتي أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَقَالَ بعض الصَّالِحين مَاتَ أَخ لي فِي الله فرأيته فِي النّوم فَقلت لَهُ يَا فلَان مَا فعل الله بك عِشْت الْحَمد لله رب الْعَالمين قَالَ لي لِأَن أقدر يَعْنِي عَليّ أَن أَقُول الْحَمد لله رب الْعَالمين أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ ألم تَرَ حَيْثُ كَانُوا يدفنونني فَإِن فلَانا جَاءَ فصلى رَكْعَتَيْنِ لِأَن أكون أقدر على أَن أصليهما أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
أَلا ترى رَحِمك الله إِلَى ندمهم على تفريطهم وتأسفهم على تضييعهم ندموا وَالله حَيْثُ لَا ينفع النَّدَم وطلبوا مَالا يُمكن وسألوا فِيمَا لَا يجوز فتركوا على حَالهم وَلم يسعفوا فِي سُؤَالهمْ وَبَقِي كل وَاحِد مِنْهُم فِيمَا هُوَ فِيهِ
وَلما أشرف بَعضهم على الْآخِرَة وَأخذ فِي الانحدار إِلَى أَوديتهَا والتدلي فِي مهاويها وَأَرَادَ التَّمَسُّك فَلم يُمكنهُ ذَلِك وَأَرَادَ التثبيت فَلم يقدر عَلَيْهِ وَالرُّجُوع فَلم يجد إِلَيْهِ سَبِيلا أَمر أَن يكْتب على قَبره كَذَا ويرسم عَلَيْهِ كَذَا ليَكُون تذكرة لمن رَآهُ وموعظة لمن مر بِهِ كَمَا قَالَ الْقَائِل
1 / 203