La Suite dans l'évocation de la Mort

Ibn Kharrat Ishbili d. 581 AH
11

La Suite dans l'évocation de la Mort

العاقبة في ذكر الموت

Chercheur

خضر محمد خضر

Maison d'édition

مكتبة دار الأقصى

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Lieu d'édition

الكويت

إِذْ كَانَ ذاكم معقبي نظرة ... فِي وَجه ذِي الْعِزّ وَذي الْقُدْرَة يَا لأماني تمنيتها ... تفقد نَفسِي دونهَا حسرة وَالْمَوْت جسر للقاء المنى ... فليعمل الغافل مَا سره ويروى عَن عَليّ بن الْفَتْح أَنه رأى النَّاس فِي يَوْم عيد يَتَقَرَّبُون بقرابينهم يَعْنِي بضحاياهم فَقَالَ يَا رب وَأَنا أَتَقَرَّب إِلَيْك بأحزاني ثمَّ غشي عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ إلهي إِلَى كم ترددني فِي هَذِه الدُّنْيَا فَمَاتَ من سَاعَته ومقدمات هَذَا وَأَمْثَاله تدل على مَا وَرَاءَهَا من الْوِصَال والاتصال والأنس بذلك الْجلَال وَالْجمال وَآخر قد شَاهد مَا شَاهد ذَلِك وَرُبمَا زَاد عَلَيْهِ وَلكنه فوض الْأَمر إِلَى خالقه وَسلم الحكم لبارئه فَلم يرض إِلَّا مَا رَضِي لَهُ وَلم يرد إِلَّا مَا أُرِيد بِهِ وَلَا اخْتَار إِلَّا مَا حكم فِيهِ ان أبقاه فِي هَذِه الدَّار أبقاه وان أَخذه إِلَيْهِ أَخذه قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي النَّاس رجلَانِ رجل أحب الله تَعَالَى فَأحب الْمَوْت شوقا إِلَى لِقَاء الله وَرجل أحب الْبَقَاء لإِقَامَة حق الله تَعَالَى قَالَ فَوَثَبَ إِلَيْهِ غُلَام لم يَحْتَلِم فَقَالَ وَرجل ثَالِث أَو قَالَ وَرجل آخر فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان وَمن هُوَ يَا بني قَالَ من لم يخْتَر هَذَا وَلَا هَذَا اخْتَار مَا اخْتَار الله ﷿ لَهُ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان احتفظوا بالغلام فانه صديق وَاجْتمعَ يَوْمًا وهيب بن الْورْد وسُفْيَان الثَّوْريّ ويوسف بن أَسْبَاط رَحِمهم الله تَعَالَى فَقَالَ الثَّوْريّ كنت أكره موت الْفجأَة ووددت الْيَوْم أَنِّي مت فَقَالَ لَهُ يُوسُف بن أَسْبَاط لم قَالَ لما أَتَخَوَّف من الْفِتْنَة فِي الدّين فَقَالَ يُوسُف لكني أحب الْحَيَاة وَطول الْبَقَاء فَقَالَ لَهُ سُفْيَان لم قَالَ لعَلي أَن أصادف يَوْمًا أَتُوب فِيهِ وأعمل صَالحا

1 / 33