102

La Suite dans l'évocation de la Mort

العاقبة في ذكر الموت

Chercheur

خضر محمد خضر

Maison d'édition

مكتبة دار الأقصى

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Lieu d'édition

الكويت

فَخرج اللَّبن من طعنته فَقَالَ الله أكبر وَعلم أَنه يَمُوت فَجعل جُلَسَاؤُهُ يثنون عَلَيْهِ خيرا فَقَالَ وددت أَن أخرج من الدُّنْيَا كفافا كَمَا دخلت لَا عَليّ وَلَا لي وَالله لَو كَانَ لي الْيَوْم مَا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس لافتديت بِهِ من هول المطلع وَلما احْتضرَ غشي عَلَيْهِ وَرَأسه فِي الأَرْض فَوضع ابْنه عبد الله رَأسه فِي حجره فَلَمَّا أَفَاق قَالَ لَهُ ضع رَأْسِي على الأَرْض كَمَا أَمرتك فَقَالَ لَهُ ابْنه يَا أَبَت وَهل الأَرْض وحجري إِلَّا سَوَاء قَالَ ضع رَأْسِي على الأَرْض كَمَا أَمرتك فَوَضعه قَالَ فَمسح خديه بِالتُّرَابِ ثمَّ قَالَ ويل لعمر ويل لعمر ويل لأم عمر إِن لم يغْفر الله لعمر فَإِذا قضيت فَأَسْرعُوا بِي إِلَى حفرتي فَإِنَّمَا هُوَ خير تقدمونني إِلَيْهِ أَو شَرّ تضعونه عَن رِقَابكُمْ وَلما احْتضرَ عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ جعل يَقُول وَدَمه يسيل لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين اللَّهُمَّ إِنِّي أستعين بك على أموري وَأَسْأَلك الصَّبْر على بلائي وَلما احْتضرَ سلمَان الْفَارِسِي ﵁ بَكَى فَقيل لَهُ مَا يبكيك قَالَ وَالله مَا أبْكِي جزعا من الْمَوْت وَلَا حرصا على الدُّنْيَا وَلَكِن عهد عَهده إِلَيْنَا رَسُول الله ﷺ قَالَ ليكن بَلَاغ أحدكُم من الدُّنْيَا كزاد الرَّاكِب فَلَمَّا مَاتَ نظر فِي جَمِيع مَا ترك فَإِذا قِيمَته ثَلَاثُونَ درهما وَقد كَانَ أَمِيرا على الْمَدَائِن مَدَائِن كسْرَى ويروى أَن امْرَأَته قَالَت وَهُوَ فِي الْمَوْت واحزناه فَقَالَ سلمَان بل واطرباه غَدا نلقى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه وَمثل هَذَا الققول يرولاى أَيْضا عَن بِلَال ﵁ أَنه قَالَ عِنْد مَوته غَدا نرى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه ويروى أَن عَمْرو بن الْعَاصِ ﵁ لما دنا مِنْهُ الْمَوْت دَعَا بحرسه وَرِجَاله فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهِ قَالَ هَل تغنون عني من الله شَيْئا قَالُوا لَا قَالَ فافترقوا عني ثمَّ دَعَا بِمَاء فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء ثمَّ قَالَ احْمِلُونِي إِلَى الْمَسْجِد

1 / 124