Croyances des penseurs
عقائد المفكرين
Genres
قال في كتابه مجال الفلسفة الدائم
2
عند الكلام على مقومات العقيدة الفلسفية:
ويمكن تقرير العقيدة الفلسفية في هذه الدعائم التالية:
أن الله موجود .
وأن هناك أوامر مطلقة (absolute imperative) .
وأن العالم طريق عارض بين الله والوجود.
فما يعلو على وجود العالم أو يسبقه فاسمه الله. والفرق شاسع جدا بين النظر إلى الكون كأنه موجود بنفسه كوجود الله، وبين النظر إليه كأنه موجود غير مستقل بوجوده، وإنما تفسير قوامه وتفسير قوامي يرجعان إلى شيء خارج عنه.
ولدينا براهين وجود الله قد أجمع المفكرون الأمناء منذ (أيام كانت) على أنها مستحيلة إن كان الغرض منها إفحام العقل كما تفحمه بالبراهين التي تثبت دوران الأرض أو وجوه القمر، ولكن براهين وجود الله لا تفقد صحتها وإن فقدت قوتها على الإقناع، فهي مدد العقيدة من جانب الأقيسة العقلية، وهي بصدقها وخلوصها تبده المفكر في تجاربه كأنها من أعمق الوقائع التي تمر به في حياته، ومتى مثلت للذهن وظلت ماثلة له تيسر للمفكر تكرار التجربة مرة بعد أخرى، ومزية الخواطر التي من هذا القبيل أنها تنشئ في الإنسان طورا بعد طور وتفتح عينيه، وتزيد على ذلك أنها تصبح جزءا منا بما توسع من شعورنا بالوجود وتعمق من معالمنا الشخصية.
وهذه البراهين تبدأ من شيء يمكن أن يوجد ويختبر في هذا العالم، كي نتأدى منه إلى هذه النتيجة: إن كان هذا فالله موجود. وبذلك نبرز خفايا الكون ونتيقظ لها ونتكئ عليها كأنها مرساة العبور إلى الله، أو نحن بعبارة أخرى نعالج الأقيسة العقلية التي يكون فيها الفكر بمثابة الانتباه لكياننا ومقدمة للانتباه إلى وجود الله.
Page inconnue