وقال الشريف العالم زيد بن علي بن الحسين الحسني الساكن بصنعاء: لو كانت هذه الفرقة في وقت جدي أمير المؤمنين عليه السلام لبدأ بقتالهم قبل قتال الناكثين والمارقين والقاسطين، ورد عليهم ذلك الوقت أيضا إسناعيل بن علي الثنوي، ثم رد عليهم الشريف علي بن القاسم، وكذلك صنوه العالم علي بن القاسم بن علي، وكذلك الإمام الحسين بن القاسم، واجتمع المطرفية بعد ذلك بمدة الفقيه العالم الزاهد، الحسن البيهقي رحمه الله بعد وصوله من العراق، فناظرهم بصنعاء، فاجتمعوا معه على مذهب الزيدية، ثم رجعوا بعد ذلك مرتدين، ومالوا ناكثين، ورد عليهم الإمام أبو الفتح الديلمي وبين كفرهم وضلالهم، والإمام المنصور عليه السلام، وكان قد رد عليهم قبله سائر آبائه الصالحين عليهم السلام، نحو الإمام العالم أبي هاشم، والشريف الفاضل ولده حمزة بن أبي هاشم وغيرهم من أهل البيت الطاهرين عليهم السلام، وصلوات رب العالمين، وسائر شيعتهم الأخيار، نحو القاضي العلامة الزاهد شمس الدين، فإن له الردود الكثيرة عليهم، والمقامات المعروفة، والقاضي الفاضل العالم سليمان بن محمد بن شاور، والشيخ العالك الحسن بن محمد الرصاص، وسائر علماء الزيدية، وليس مذاهبهم بالخفية، بل هي الظاهرة الجلية، والعلم على هذه المذاهب الردية علوم ضرورية، بقلة التواتر من الأخيار، وقيلت فيه الأشعار، ولما بين لهم الشريف العالم زيد بن علي الحسني عليه السلام ذلك الوقت خطأهم، وعرفهم ارتدادهم تلقوا نصيحته بالسب والأذى، ولم يرقبوا فيه حرمة القربى، ولما كثرت منهم له الأذية رد عليهم بغيهم وظلمهم علماء الزيدية، وقال إسماعيل بن علا وكان عالما من الأبناء ممن يسكن هو وأهله بالشكاك من أرض همدان أرجوزة:
.........من بني عقيل ... كم مشرك بالواحد الجليل
مخالف لله والرسول ... وللوصي سيفه المسلول
والطاهرين من بني البتول ... وللكتاب ما وللعقول
يزعم أن خلق كل جيل ... تحكمه الأربعة الأصول بالماء والنار وبالقبول ... وبالهواء المغلق المجهول
Page 45