ويقول كنديد: «ولم يوقف جميع الأجانب؟» وهنالك يتناول الكاهن البريغوري الحديث، ويقول: «ذلك لأن وغدا من بلد أتريباسي سمع بعض القذائع، فأدى هذا إلى قتله أباه، وليس هذا كالجرم الذي اقترف في شهر مايو سنة 1610، بل كالذي اقترف في شهر ديسمبر سنة 1594،
10
والجرائم الأخرى التي اقترفت في سنين أخرى، وفي شهور أخرى من قبل أوغاد، سمعوا قذائع.»
وهنالك يوضح ضابط الشرطة معنى ذلك، فيقول كنديد صارخا: «وي! يا لهم من غيلان! ماذا؟ أمثل هذه القبائح لدى شعب يرقص ويغني؟! ألا أستطيع الخروج بأسرع ما يمكن من هذا البلد، الذي تزعج القردة فيه النمور؟ لقد رأيت دببة في بلدي، ولم أجد أناسا في غير إلدورادو، أسألك بالله يا سيدي الضابط، أن تأتي بي إلى البندقية، حيث أنتظر الآنسة كونيغوند.»
ويقول رئيس الشرطة: «لا أستطيع أن آتي بك إلى غير نورماندية الدنيا»، ويأمر بفك قيوده حالا، ويصرح بأنه أخطأ، ويصرف أعوانه، ويجلب كنديد ومارتن إلى ديب، ويجعلهما قبضة أخيه، وكان في الميناء مركب هولندي صغير، ويصير النورماندي بثلاث ألماسات أخر أخدم الناس له، ويركب كنديد وخدمه في السفينة التي تقلع إلى برتسموث بإنكلترة، ولم تكن هذه طريق البندقية، بيد أن كنديد يشعر بأنه نجا من الجحيم، وقد كان عازما على السفر إلى البندقية في أول فرصة.
الفصل الثالث والعشرون
ذهاب كنديد ومارتن إلى شواطئ إنكلترة وما رأيا هنالك
كان كنديد يقول وهو على السفينة الهولندية: «وي! بنغلوس، بنغلوس! وي! مارتن، مارتن! وي! كونيغوندي العزيزة! ما هذا العالم ؟»
وكان جواب مارتن: «شيء ممسوس جدا، شيء كريه جدا.» - «أنت تعرف إنكلترة، وهل يوجد هنالك مس كما في فرنسة؟»
ويقول مارتن: «هذا نوع آخر من الجنون، فأنت تعلم أن هاتين الأمتين متحاربتان، من أجل فدادين قليلة من الثلج في كندة، فتنفقان في سبيل هذه الحرب الرائعة ما يزيد كثيرا على قيمة كندة بأسرها، وليس مما يدخل ضمن نطاق مداركي الضعيفة، أن أخبرك بالضبط عن وجود أناس يعاشرون في بلد أكثر مما في بلد آخر، وإنما أعرف أن الذين نزورهم يعدون - على العموم - ذوي سوداء بالغة.»
Page inconnue