1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
57
لم يكن سابيليوليوما يجهل الشئون الدبلوماسية؛ إذ كانت تمضي آنذاك جنبا إلى جنب مع الحرب. ويبدو حتى إنه تزوج أميرة بابلية، ربما بعد إبعاد زوجته الأساسية (وأم أبنائه) فيما وراء البحار إلى أخياوا بسبب تجاوز غير معروف.
58
كذلك زوج إحدى بناته إلى شاتيوازا، الذي نصبه على عرش ميتاني ملكا تابعا له بعد أن أرسل معه جيشا حيثيا ليظفر بعرش والده. ومع ذلك فإن أكثر الزيجات المرتبطة بحكم سابيليوليوما إثارة للاهتمام هي زيجة لم تحدث قط. وتعرف اليوم باسم «مسألة زانانزا».
نعرف بمسألة زانانزا من وثيقة «أعمال سابيليوليوما»، كما كتبها ابنه مورسيلي الثاني، نفس الابن الذي كان مسئولا عن كتابة «صلوات الطاعون». ويبدو أن البلاط الحيثي تلقى ذات يوم رسالة، يزعم أنها من ملكة مصر. كانت الرسالة محل ارتياب لأنها احتوت على عرض لم يسبق قط أن قدمه حاكم لمصر. كان عبارة عن طلب مفاجئ للغاية حتى إن سابيليوليوما شك على الفور في صحة الرسالة. كان نص الرسالة ببساطة هو الآتي:
لقد توفي زوجي. وليس لي ابن. لكنهم يقولون إن لديك أبناء كثيرين. إن أعطيتني واحدا من أبنائك، فسيصبح زوجي. ولن أقدم أبدا على أن أتخذ خادما من خدمي زوجا لي!
59
تسجل وثيقة «أعمال سابيليوليوما» أن مرسل الرسالة كان امرأة تسمى «داهامونذو». غير أن هذه الكلمة هي كلمة حيثية تعني «زوجة الملك». بعبارة أخرى، كانت الرسالة على ما يفترض من ملكة مصر، ولكن هذا كان غير منطقي؛ لأن العائلة المالكة المصرية لم تزوج بناتها من أجانب. في كل مفاوضات معاهدات أمنحتب الثالث، على سبيل المثال، لم يهب، ولو مرة، إحدى أفراد عائلته للزواج من حاكم أجنبي، على الرغم من أنه طلب منه في أكثر من مناسبة أن يفعل ذلك. أما هنا، فملكة مصر لم تكن تعرض أن تتزوج ابن سابيليوليوما فحسب بل أن تجعل منه على الفور فرعون مصر. كان هذا العرض لا يصدق؛ ولذلك فإن رد فعل سابيليوليوما مفهوم. وهذا ما جعله يبعث برسول مؤتمن يسمى حاتوسا زيتي إلى مصر، ليسأل عما إذا كانت الملكة قد أرسلت بالفعل الرسالة، وعما إذا كانت جادة في عرضها.
سافر حاتوسا زيتي إلى مصر، حسب التعليمات، ولم يعد برسالة إضافية من الملكة فحسب بل عاد أيضا بمبعوثها الخاص، رجل يسمى هاني. كانت الرسالة مكتوبة باللغة الأكادية، وليست بالمصرية أو الحيثية. لا تزال الرسالة باقية في يومنا هذا على هيئة غير مكتملة بعد اكتشافها في حاتوسا، ضمن السجلات الحيثية، وتعكس غضب الملكة من الشك فيها. وحسبما اقتبس في «أعمال سابيليوليوما»، كانت تنص على ما يلي:
إن كان لي ابن، فهل كنت سأكتب عن خزيي وخزي بلدي لبلد أجنبي؟ أنت لم تصدقني، حتى إنك حدثتني بذلك! لقد مات من كان زوجي. وليس لدي ابن! ولن أقدم أبدا على أن أتخذ خادما من خدمي زوجا لي! أنا لم أكتب إلى أي بلد آخر. لقد كتبت إليك فحسب. يقولون إن لديك أبناء كثيرين؛ لذا أعطني ابنا من أبنائك. وسوف يكون زوجا لي. وفي مصر سوف يكون ملكا!
Page inconnue