1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
36 (5) صعود ألشية وآشور
من رسائل العمارنة التي يرجع تاريخها تحديدا إلى عصر إخناتون، نعرف أن الصلات الدولية لمصر امتدت أثناء حكمه لتشمل آشور كقوة صاعدة تحت حكم ملكها آشور أوباليط الأول، الذي كان قد اعتلى العرش في العقد السابق لوفاة أمنحتب الثالث. وجد أيضا ثماني رسائل من وإلى ملك جزيرة قبرص، المعروفة للمصريين وشعوب العالم القديم الأخرى باسم ألشية،
37
وتلك الرسائل تقدم تأكيدا لوجود صلات مع مصر.
تعد هذه الرسائل المرسلة من وإلى قبرص، والتي من المحتمل أن يرجع تاريخها إلى عصر إخناتون وليس أمنحتب الثالث، ذات أهمية عظيمة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الكمية الهائلة من النحاس الخام المذكورة في إحدى الرسائل. كانت قبرص المصدر الرئيسي للنحاس لمعظم القوى العظمى الإيجية والشرق أوسطية أثناء العصر البرونزي المتأخر ، حسبما يتضح بجلاء من المناقشات التي نجدها في الرسائل، بما في ذلك تلك التي يعتذر فيها ملك ألشية عن إرسال خمسمائة تالنت «فقط» من النحاس بسبب مرض اجتاح جزيرته.
38
يعتقد حاليا أن هذا النحاس الخام ربما كان يشحن على هيئة سبائك جلد الثور، مثل تلك التي عثر عليها في حطام سفينة أولوبورون الذي سنناقشه في الفصل التالي. تزن كل سبيكة من سبائك جلد الثور على ظهر السفينة حوالي ستين رطلا، وهو ما يعني أن هذه الحمولة المذكورة في رسالة العمارنة كانت ستتكون من حوالي ثلاثين ألف رطل من النحاس؛ وهي كمية اعتذر لإرسالها الملك القبرصي (هل كان اعتذاره تهكميا؟) لأنها صغيرة جدا!
أما فيما يتعلق بآشور، فتوجد رسالتان في أرشيف العمارنة من آشور أوباليط الأول، الذي حكم تلك المملكة من حوالي 1365 إلى 1330ق.م ليس من الواضح هوية الفرعون المصري الذي كانت هاتان الرسالتان موجهتين إليه؛ وذلك لأن إحداهما تبدأ بعبارة «أبلغ ملك مصر»، في حين أن الاسم المذكور في الأخرى غير واضح والقراءة غير متيقنة. اقترح مترجمون سابقون أنه من المحتمل أنهما كانتا مرسلتين إلى إخناتون، ولكن باحثا واحدا على الأقل يقترح أن الرسالة الثانية يمكن أن تكون موجهة إلى آي، الذي اعتلى العرش بعد وفاة توت عنخ آمون.
39
يبدو هذا غير مرجح، نظرا للتاريخ المتأخر لاعتلاء آي للعرش (حوالي 1325ق.م)، وفي الحقيقة، من المرجح أكثر بكثير أن الرسالتين كانتا مرسلتين إلى أمنحتب الثالث أو إخناتون، كحال الغالبية العظمى من الرسائل من الحكام الآخرين.
Page inconnue