1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
11
واحتفظ بأرشيف للمراسلات مع هؤلاء الملوك والحكام في عاصمته، أخيتاتون. وتلك هي ما تعرف باسم «رسائل العمارنة»، المنقوشة على ألواح طينية، والتي أماطت امرأة قروية عنها اللثام في عام 1887.
كان الأرشيف موضوعا في الأصل في «مكتب السجلات» في المدينة. ويمثل كنزا دفينا من المراسلات مع الملوك والحكام الذين كان لأمنحتب الثالث وابنه إخناتون علاقات دبلوماسية معهم، ومنهم الحكام القبارصة والحيثيون، والملوك البابليون والآشوريون. يوجد أيضا رسائل من وإلى الحكام الكنعانيين المحليين، ومنهم عبدي هيبا من أورشليم وبريديا من مجدو. تعج الرسائل من هؤلاء الحكام المحليين، الذين كانوا في العادة تابعين للمصريين، بطلبات للمساعدة المصرية، ولكن كانت الرسائل المرسلة ما بين حكام القوى الكبرى (مصر، وآشور، وبابل، وميتاني، والحيثيين) تمتلئ على نحو أكثر تواترا بطلبات وإشارات لهدايا أجريت على مستوى دبلوماسي أعلى بكثير. أرشيف العمارنة هذا، إلى جانب ذلك الذي اكتشف في ماري والذي يرجع إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، هو من أول الأرشيفات في تاريخ العالم التي توثق العلاقات الدولية الواسعة والمستدامة في العصر البرونزي في مصر ومنطقة شرق المتوسط.
12
كانت الرسائل مكتوبة باللغة الأكادية، اللغة الدبلوماسية الشائعة في ذلك الوقت والتي كانت تستخدم في العلاقات الدولية، على ما يقرب من أربعمائة لوح طيني. وبسبب بيع تلك الألواح في سوق القطع الأثرية وقت اكتشافها، فإنها حاليا موزعة بين متاحف في إنجلترا، ومصر، والولايات المتحدة، وأوروبا، ومن ضمنها المتحف البريطاني في لندن، والمتحف المصري في القاهرة، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو، ومتحف بوشكين في روسيا، ومتحف فورديرازياتيش في برلين (الذي يضم تقريبا ثلثي الألواح).
13 (3) هدايا التحية والعلاقات العائلية
هذه الرسائل، بما في ذلك نسخ من تلك التي أرسلت إلى حكام أجانب وردود من أولئك الحكام، تتيح لنا نظرات متعمقة في التجارة والصلات الدولية في عصر أمنحتب الثالث وإخناتون أثناء منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد. من الواضح أن كثيرا من الاتصال كان يتضمن «إعطاء الهدايا» الذي كان يجري على أعلى المستويات؛ من ملك لآخر. على سبيل المثال، تستهل إحدى رسائل العمارنة، المرسلة إلى أمنحتب الثالث من قبل توشراتا ملك ميتاني في شمال سوريا الذي اعتلى العرش في حوالي 1385ق.م، بفقرة تتضمن تحيات تقليدية ثم تنتقل إلى مناقشة الهدايا التي أرسلها، والتي أحضرها رسله:
أبلغوا نب ماعت رع [أمنحتب الثالث]، ملك مصر، أخي: هكذا [يقول] توشراتا، ملك ميتاني، شقيقك. من جهتي، كل شيء على ما يرام. من جهتك، أرجو أن يكون كل شيء على ما يرام. من جهة جليوخيبا [زوجتك]، أرجو أن يكون كل شيء على ما يرام. من جهة أسرتك، وزوجاتك، وأبنائك، وأقطابك [كبار رجالك]، ومحاربيك، وخيولك، وعرباتك الحربية، وبلدك، أرجو أن يكون كل شيء على ما يرام ...
مع رسالتي أرسل إليك عربة حربية، وحصانين، وخادما، وخادمة، من غنيمة أرض خاتي. وكهدية تحية لأخي، أرسل إليك 5 عربات حربية، و5 أزواج من الخيول. وكهدية تحية لجليوخيبا، أختي، أرسل إليها مجموعة مشابك تثبيت ذهبية، ومجموعة أقراط ذهبية، وخاتم «ماسو» ذهبي، وحاوية طيب مملوءة «زيتا حلوا».
مع رسالتي أرسل إليك كيليا، كبير وزرائي، وتونيب إبري. عسى أن يجعلهما أخي يذهبان فورا حتى يمكنهما أن يعودا على الفور ويبلغاني بما تم في اللقاء، وأسمع تحية أخي وأسعد، وعسى أن يرسل أخي إلي رسله حتى يأتوني بتحيات أخي وأسمعهم.
Page inconnue