1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
1
يظهر ذلك، على سبيل المثال، من الرسائل الأخيرة في سجلات أوغاريت التي توثق الاتصالات مع قبرص، ومصر، والحيثيين، وإيجه، وكذلك من الهدايا المرسلة من الفرعون المصري مرنبتاح إلى ملك أوغاريت قبل عقود قليلة فحسب، على الأكثر، من تدمير المدينة. على أقل تقدير، لا يوجد دليل على انخفاض ملحوظ في الاتصال والتجارة، عدا تذبذبات مؤقتة ربما في الكثافة، عبر إيجه وشرق المتوسط حتى بدأت القلاقل.
ولكن بعدئذ، انهار العالم كما كانوا يعرفونه لأكثر من ثلاثة قرون وتلاشى أصلا. كما رأينا، كانت نهاية العصر البرونزي المتأخر في إقليمي إيجه وشرق المتوسط، وهي منطقة امتدت من إيطاليا واليونان إلى مصر وبلاد الرافدين، عبارة عن حدث مستمر، جرى على مدى عقود عديدة وربما حتى استغرق ما يصل إلى قرن، وليس واقعة مرتبطة بعام معين، ولكن يحتل العام الثامن من حكم الفرعون المصري رمسيس الثالث، وهو عام 1177ق.م، على وجه التحديد، حسب التسلسل الزمني الذي يستخدمه حاليا معظم علماء المصريات في العصر الحديث، مكانة بارزة وهو الأكثر تمثيلا للانهيار بكامله؛ وذلك لأن ذلك العام، حسب السجلات المصرية، هو العام الذي شهد مجيء شعوب البحر مكتسحة عبر المنطقة، لتعيث الفساد مرة ثانية. كان عاما جرت فيه معارك برية وبحرية كبرى في دلتا نهر النيل؛ عاما ناضلت فيه مصر من أجل بقائها نفسه؛ عاما كانت بعض الحضارات الناجحة للغاية في العصر البرونزي قد وصلت بحلوله بالفعل إلى نهاية فجائية.
في الواقع، قد يجادل المرء قائلا إن عام 1177ق.م بالنسبة إلى نهاية العصر البرونزي المتأخر يماثل سنة 476 ميلادية بالنسبة لنهاية روما والإمبراطورية الرومانية الغربية. بعبارة أخرى، يمثل العامان كلاهما تاريخين يمكن للباحثين المعاصرين بسهولة أن يشيروا إليهما باعتبارهما نهاية لحقبة كبرى. تعرضت إيطاليا للغزو ونهبت روما مرات عديدة أثناء القرن الخامس الميلادي، بما في ذلك عام 410 ميلادية على يد ألاريك والقوط الغربيين وفي عام 455 ميلادية على يد جيسيريك وقبائل الوندال. كان يوجد أيضا أسباب كثيرة أخرى وراء سقوط روما، بالإضافة إلى هذه الهجمات، والقصة أكثر تعقيدا بكثير، كما سيشهد أي مؤرخ روماني دونما تردد. ومع ذلك، فإنه من المناسب، ويعتبر اختزالا أكاديميا مقبولا، أن يربط بين الغزو الذي قام به أودواكر والقوط الشرقيون في عام 476 ميلادية ونهاية أيام مجد روما.
نهاية العصر البرونزي المتأخر والانتقال إلى العصر الحديدي هي حالة مشابهة؛ نظرا لأن الانهيار والانتقال كان حدثا متدرجا، جرى ما بين 1225 و1175ق.م تقريبا، أو، في بعض الأماكن، في وقت متأخر في 1130ق.م ومع ذلك، يعد الغزو الثاني لشعوب البحر، الذي انتهى بقتالهم الرهيب في مواجهة المصريين بقيادة رمسيس الثالث أثناء العام الثامن من حكمه، في 1177ق.م، حدثا مرجعيا معقولا ويتيح لنا أن نضع تاريخا محددا للحظة محورية محيرة نوعا ما ولنهاية عصر. يمكننا أن نقول عن يقين إن الحضارات الواسعة النطاق التي كانت لا تزال مزدهرة في إيجه والشرق الأدنى القديم في 1225ق.م كانت قد بدأت تتلاشى بحلول عام 1177ق.م وزالت تماما تقريبا بحلول 1130ق.م أثناء العصر الحديدي المبكر التالي، حلت دويلات مدن أصغر تدريجيا محل ممالك وإمبراطوريات العصر البرونزي القوية. وبناء على ذلك، فإن التصور الذي لدينا عن عالم البحر المتوسط والشرق الأدنى في عام 1200ق.م يختلف كثيرا عن تصورنا لذلك العالم في عام 1100ق.م ويختلف اختلافا كاملا عن تصورنا لذلك العالم في عام 1000ق.م.
لدينا أدلة قاطعة على أن الأمر استغرق من الناس في هذه الأقاليم عقودا، بل قرونا أيضا في بعض المناطق، لإعادة بناء مجتمعاتهم واستعادتها، ولتشكيل حياة جديدة من شأنها أن تردهم خارج الظلام الذي كانوا قد غرقوا فيه. أشار جاك ديفيز من جامعة سينسيناتي، على سبيل المثال، إلى أن «تدمير قصر نسطور حوالي 1180ق.م كان فائق التأثير لدرجة أنه لم تقم للقصر ولا للمجتمع قائمة من جديد ... ظل عدد السكان في منطقة بيلوس التابعة للمملكة الميسينية، بكاملها في الواقع، منخفضا انخفاضا كبيرا قرابة ألف سنة.»
2
وأشار جوزيف ماران، من جامعة هايدلبرج، كذلك إلى أنه، على الرغم من أننا لا نعرف إلى أي مدى في الواقع كانت عمليات التدمير الأخيرة متزامنة في اليونان، فمن الواضح أنه بعد انتهاء الأحداث الكارثية «لم يكن ثمة قصور، وانتهى استخدام الكتابة وكذلك كل الهياكل الإدارية، واختفى مفهوم الحاكم الأعلى، من نطاق المؤسسات السياسية التابعة لليونان القديمة.»
3
من ناحية القراءة والكتابة، ينطبق الأمر نفسه على أوغاريت وعلى الكيانات الأخرى التي كانت قد ازدهرت في شرق المتوسط أثناء العصر البرونزي المتأخر؛ لأنه بنهايتها حلت أيضا نهاية الكتابة المسمارية في الشام، واستبدل بها أنظمة كتابة أخرى، ربما كانت أكثر نفعا أو ملاءمة.
Page inconnue