1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
6
يصعب أيضا رصد معظم هذه المجموعات في السجل الأثري، على الرغم من أن علماء الآثار والعلماء اللغويين ظلوا يبذلون محاولات شجاعة في هذا الإطار طوال شطر كبير من القرن الماضي، أولا بإجراء بعض الألعاب اللغوية، وبعد ذلك، في فترة أحدث عهدا، بتفحص الفخار والبقايا الأثرية الأخرى. فعلى سبيل المثال، كان الدانونا معروفين منذ زمن بعيد على أنهم الدانانيون الذين أتى هوميروس على ذكرهم، والذين كانوا يعيشون في منطقة إيجه في العصر البرونزي. وغالبا ما يفترض أن الشيكليش أتوا من جزيرة صقلية الحالية وأن الشاردانا أتوا من جزيرة سردينيا، استنادا إلى أوجه التشابه بين الحروف الساكنة في كل من الحالتين وإلى حقيقة أن رمسيس يشير إلى تلك «البلاد الأجنبية» بأنها تتآمر «في جزرها»؛ إذ وصف الشاردانا تحديدا في نقوش رمسيس بأنهم أتوا «من البحر».
7
ومع ذلك لا يقبل كل الباحثين هذه الاقتراحات، وتوجد مدرسة فكرية بكاملها تقترح أن شعبي الشيكليش والشاردانا لم يأتيا من غرب المتوسط، وإنما كانا من مناطق في شرق المتوسط وأنهما فرا فحسب إلى منطقتي صقلية وسردينيا، ومنحا اسميهما لهاتين المنطقتين، بعد هزيمتهم على يد المصريين. ثمة حقيقة تدعم هذا الاحتمال وهي أن الشاردانا معروفون بأنهم قاتلوا مع وكذلك ضد المصريين قبل ظهور شعوب البحر بوقت طويل. وتوجد حقيقة تتعارض مع هذا الاحتمال؛ وهي أن رمسيس الثالث أخبرنا في وقت لاحق أنه وطن الناجين من القوات المهاجمة في مصر ذاتها.
8
من بين كل المجموعات الأجنبية النشطة في هذه الساحة في ذلك الوقت، لم يحدد على نحو مؤكد سوى مجموعة واحدة فقط. فثمة قبول عام أن الفلستيين من شعوب البحر ليسوا سوى الفلسطينيين، الذين يحدد الكتاب المقدس أنهم أتوا من جزيرة كريت.
9
وعلى ما يبدو أن التحديد اللغوي كان واضحا للغاية، حتى إن جان-فرانسوا شامبليون، الذي فك الرموز الهيروغليفية المصرية، كان قد اقترح ذلك بالفعل قبل عام 1836، وتحديد هوية أنماط فخارية معينة، وعمارة، وبقايا مواد أخرى على أنها «فلسطينية» بدأ مبكرا منذ عام 1899، وذلك على يد علماء آثار الكتاب المقدس الذين كانوا يعملون في قرية تل الصافي التي حددت هويتها على أنها مدينة جت التوراتية.
10
وبينما لا نعرف بأي قدر من الدقة أصول الغزاة أو دوافعهم، فإننا نعرف الأشكال التي كانوا يبدون عليها؛ فيمكننا أن نرى أسماءهم ووجوههم محفورة على جدران معبد رمسيس الثالث الجنائزي في مدينة هابو. يزخر هذا الموقع الأثري القديم بكل من الرسوم وصفوف الكتابة الهيروغليفية المهيبة. تظهر دروع الغزاة وأسلحتهم وملابسهم وقواربهم وعرباتهم التي تجرها الثيران المحملة بالأغراض في الرسوم بوضوح تام، وبتفصيل كبير لدرجة أن الباحثين نشروا تحليلات للأفراد وحتى للقوارب المختلفة التي تظهر في المشاهد.
Page inconnue