1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
65
في هذا الصدد، ينبغي أن نأخذ في الحسبان الرسالة المذكورة آنفا، من منزل أورتينو في أوغاريت، التي تذكر «شعب الشيكيلا»، الذين يمكن على الأرجح تحديد هويتهم على أنهم الشيكليش الوارد ذكرهم في السجلات المصرية. أرسلت الرسالة من الملك الحيثي، ربما كان سابيليوليوما الثاني، إلى حاكم أوغاريت، وتشير إلى ملك شاب لأوغاريت، الذي تصفه بأنه «لا يعرف أي شيء.» يرى سنجر، وباحثون آخرون، هذا على أنه إشارة محتملة إلى أمورابي، الذي كان ملكا حديث العهد لأوغاريت في ذلك الوقت. في الرسالة، يقول الملك الحيثي إنه يود مقابلة رجل يسمى إبنادوشو، الذي كان قوم شيكيلا «الذين يعيشون على متن السفن» قد أسروه، من أجل أن يتوصل إلى المزيد من المعلومات عن هؤلاء الشيكيلا/الشيكليش.
66
ومع ذلك، لا نعرف إذا كانت المقابلة قد جرت أم لا، ولا ماهية الأمور الأخرى التي كانت يمكن أن يعرفها من إبنادوشو.
من المتفق عليه بوجه عام أن هذه الوثيقة تحتوي على الذكر المحدد الوحيد بالاسم لشعوب البحر خارج السجلات المصرية، على الرغم من أنه اقترح أيضا أنه ربما كان يوجد وثائق أخرى. من المحتمل أن «العدو القادم من أرض ألشية» الذي هاجم الملك الحيثي الأخير، سابيليوليوما الثاني، على اليابسة بعد أن قاتل القوات الألشية (أي القبرصية) في ثلاث معارك بحرية، هو إشارة إلى شعوب البحر. وهو ما ينطبق أيضا على نقش عثر عليه في حاتوسا في عام 1988، والذي ربما يتضمن إشارة إلى أن سابيليوليوما الثاني كان بالفعل يقاتل شعوب البحر التي رست على الساحل الجنوبي للأناضول وكانت تتقدم شمالا.
67
مع ذلك، تحتوي معظم الوثائق والنقوش، بخلاف السجلات المصرية، ببساطة على العبارة الأكثر تعميما «سفن الأعداء»، ولا تذكر شعوب البحر تحديدا بالاسم.
من المحتمل، وربما من المرجح، أن أولئك المنتمين إلى شعوب البحر الذين جاءوا برا انطلقوا معظم الوقت بمحاذاة الطريق الساحلي، حيث من شأن تدمير مدن محددة أن يكون قد فتح لهم مناطق جديدة تماما، بنفس الطريقة تقريبا التي فتحت بها معارك الإسكندر الأكبر عند نهر جرانيكوس، وإسوس، وجوجاميلا أجزاء معينة من الشرق الأدنى القديم أمام جيشه بعد ذلك بألف سنة تقريبا. اقترح عساف ياسور-لانداو من جامعة حيفا أن بعض شعوب البحر يمكن أن يكونوا قد بدءوا رحلتهم من اليونان ومروا عبر مضيق الدردنيل إلى غرب تركيا/الأناضول. ويمكن أن يكون آخرون - يحتمل أنهم كانوا معظمهم، على حد قوله - قد بدءوا رحلتهم من هذه النقطة، وربما يكونون قد انضموا إلى أولئك الذين جاءوا من منطقة إيجه، متخذين الطريق الذي استمر بطول الساحل الجنوبي لتركيا إلى كيليكية عند طرفها الشرقي، ثم وصولا إلى جنوب الشام عبر طريق يمتد بطول الساحل. إذا كانوا قد تبعوا هذا الطريق، فمن شأنهم أن يكونوا قد صادفوا مدينة طروادة، ومملكتي أرزاوا وتارهونتاسا في الأناضول، ومدينتي طرسوس وأوغاريت في جنوب شرق الأناضول وشمال سوريا، على الترتيب. تظهر في بعض أو كل هذه المواقع بالفعل علامات للتدمير و/أو علامات على هجر لاحق لسكانها لها، حدث زهاء الوقت الذي يفترض أن شعوب البحر كانت نشطة فيه، ولكن ليس واضحا إن كانت مسئولة بالفعل عن ذلك أم لا.
68
في الحقيقة، يبدو أن الأدلة الأثرية تشير حاليا إلى أن معظم المواقع في الأناضول كانت ببساطة مهجورة تماما أو معظمها مهجور في هذا الوقت، ولم تحرقها شعوب البحر. يمكننا التكهن بأنه إذا كانت طرق التجارة والنقل والاتصال الدولية قد تعطلت جراء الحروب، أو المجاعات، أو غير ذلك، فربما تكون المدن التي كانت معتمدة على هذه الطرق قد اضمحلت وآلت إلى الفناء، وهو ما من شأنه أن يكون قد أدى إلى مغادرة سكانها لها تدريجيا أو فرارهم منها على وجه السرعة، حسب سرعة الانحدار التجاري والثقافي. كما قال أحد الباحثين مؤخرا: «مع أنه من المنطقي أن نفترض أن كيليكية والساحل السوري قد تأثرا بأفعال شعوب البحر، فإنه حتى الآن لا يوجد دليل تاريخي ولا أثري على أي نوع من النشاط لشعوب البحر في بلاد الحيثيين يشهد على ذلك ... يبدو أن الأسباب الحقيقية لانهيار الدولة الحيثية هي أسباب داخلية وليست خارجية.»
Page inconnue