1177 avant J.-C.: L'année où la civilisation s'est effondrée
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
يورد المنقبون في تقريرهم «أدلة على التدمير والنيران في سائر أنحاء المدينة»، بما في ذلك «الجدران المنهارة، والجص المدكوك المحترق، وأكوام الرماد»، بمستوى دمار بلغ مترين ارتفاعا في بعض الأماكن. تقول مارجريت يون، أحدث مديرة لعمليات التنقيب، إن الأسقف والشرفات في الأحياء السكنية وجدت منهارة، وأن الجدران في مواضع أخرى كانت «قد تحولت إلى كومة ركام عديمة الشكل.» وتعتقد أن ما تسبب في الدمار كان هجوما من أعداء وليس زلزالا، كما كان شايفر قد اقترح سابقا، وأنه كان ثمة قتال عنيف في المدينة، بما في ذلك قتال شوارع. يدل على ذلك، حسبما تقول، «وجود العديد من رءوس السهام منتشرة في أنحاء الأطلال المدمرة أو المهجورة.» بالإضافة إلى حقيقة أن السكان - ثمانية آلاف تقريبا - فروا مسرعين ولم يرجعوا، ولا حتى من أجل أن يجمعوا الكنوز الثمينة التي دفنها بعضهم قبل أن يغادروا.
25
ما برح التاريخ الدقيق لوقوع كل هذا يشكل محورا لنقاش حديث العهد. أكثر الأدلة قطعا هو رسالة عثر عليها في عام 1986 داخل منزل أورتينو. أرسلت الرسالة إلى أمورابي، ملك أوغاريت، من المستشار المصري باي الذي نعرف من مصادر مصرية أنه أعدم في العام الخامس للفرعون سبتاح. كان سبتاح هو الفرعون قبل الأخير في الأسرة التاسعة عشرة في مصر، الذي حكم من حوالي 1195 إلى 1189ق.م، أي قبل بضع سنوات فحسب من رمسيس الثالث الذي ينتمي إلى الأسرة العشرين؛ لذا يمكن تحديد تاريخ الرسالة ببعض التيقن، وبخاصة قبل إعدام باي في 1191ق.م، مما يعني أن تدمير المدينة لا يمكن أن يكون قد وقع قبل هذا التاريخ؛ ولذلك عادة ما يحدد تاريخ تدمير المدينة فيما بين عامي 1190 و1185ق.م، رغم أنه نظريا يمكن أن يكون قد حدث بعد ذلك.
26
أشار مقال نشر مؤخرا إلى أنه يمكن الآن تأكيد صحة هذا التاريخ، استنادا إلى ملاحظة فلكية عثر عليها على لوح آخر في مدينة أوغاريت. يسجل هذا اللوح كسوف الشمس الذي يمكن تحديد تاريخه بالحادي والعشرين من يناير من عام 1192ق.م، وهو ما يعني أيضا أن المدينة لا يمكن أن تكون قد دمرت قبل هذا التاريخ.
27
خلافا للروايات السابقة الشائعة المتعلقة بنهاية أوغاريت،
28
من المحتمل ألا نستطيع الاستعانة بالرسالة الشهيرة من الأرشيف الجنوبي - التي عثر عليها في الساحة الخامسة لقصر أوغاريت - لتحديد تاريخ التدمير أو للتعرف على هوية المدمرين. كانت هذه هي الرسالة التي اعتقد شايفر أنه عثر عليها في قمين، قبل إرسالها إلى ملك قبرص. تبدأ الرسالة: «أبي، الآن وصلت سفن العدو. إنهم يضرمون النار في مدني وأحاقوا الأذى بالبلد.» وفقا للتقرير الأصلي، عثر على الرسالة في قمين، مع أكثر من سبعين لوحا آخر، حيث وضعت من أجل أن يقسى اللوح المكتوب عليه بالحرارة. في البداية افترض المنقبون وباحثون آخرون أن سفن العدو كانت قد عادت ونهبت وخربت المدينة قبل أن يكون ممكنا إرسال طلب العون العاجل، وهذه هي القصة التي تكررت مرارا وتكرارا في الروايات الأكاديمية والعامة منذ العقود العديدة الماضية. ومع ذلك، تشير عملية إعادة فحص أجراها مؤخرا باحثون آخرون للموقع الذي عثر فيه على الرسالة إلى أنها لم يعثر عليها في قمين على أي حال، بل ربما كانت مخزنة في سلة سقطت من الطابق الثاني بعد أن هجر المبنى سكانه.
29
Page inconnue