Scientifiques européennes en chimie
عالمات أوروبيات في الكيمياء
Genres
بعد زواج جيرتي واصلت مسيرتها المهنية وحصلت على وظيفة في فيينا مساعدة في مستشفى كارولينن للأطفال، حيث تخصصت في طب الأطفال. ومع ذلك، وعلى غرار زوجها، كانت جيرتي مهتمة بالعمل العلمي الأساسي المحض.
نتيجة لاضطراب الأوضاع في أوروبا، قرر كارل وجيرتي أن يغادرا أوروبا بأي ثمن، فحصل كارل على وظيفة بمعهد ولاية نيويورك لدراسة الأمراض الخبيثة في بافالو (الآن معهد روزويل بارك التذكاري) حيث تتم معالجة المرضى بالأشعة السينية وأشعة الراديوم، وفي 1922 غادر إلى «نويا فيلت»، ومرة أخرى لحقت جيرتي بزوجها بعد ستة أشهر.
خلال الخمسة والعشرين عاما التالية كان عليها أن تقبل مناصب أدنى، وبأجور أقل، وأحيانا بلا أجر إطلاقا. عملت أخصائية أشعة في المعهد نفسه الذي عمل به كارل. كان العمل في معظمه روتينيا، وقضت جيرتي الكثير من وقتها المتبقي في مساعدة زوجها في أبحاثه، وعارض مدير المعهد ذلك بضراوة؛ ومن ثم عمدت منذ ذلك الوقت إلى إجراء أبحاثها لكارل في سرية أكبر. منذ بداية علاقتهما كان الزوجان كوري متوافقين تمام الاتفاق أحدهما مع الآخر: فخارج عملهما كانا يمارسان نفس الهوايات ولديهما نفس الاهتمامات، وكانا يناقشان معا تجاربهما التي أدت إلى نتائج ممتازة، وكثيرا ما كان أحدهما يبدأ الجملة لينهيها الآخر، وكان معارفهما يقولون عن هذا التعاون: يبدو كأن الاثنين يستخدمان عقلا واحدا. كانت دقة عملهما هي السمة المميزة لهما، ووفقا لجيه لارنر، الذي كتب سيرتها الذاتية، كانت جيرتي: «بلا شك مسئولة مسئولية أساسية عن تطوير المنهجية التحليلية الكمية.»
كانت السنوات التي قضاها الزوجان كوري في بافالو مهمة بالنسبة لهما؛ ففي هذا المكان أتيحت لهما الفرصة للتأقلم مع الحياة الأمريكية والعثور على البيئة الملائمة لأبحاثهما، وأنتجا ما يقرب من 100 منشور، فأثناء العشرينيات من القرن العشرين أجريا بحثا عن استخدام الجلوكوز في العضلات، وبحلول 1929 تمكنا من شرح كيفية حصول الثدييات على الطاقة اللازمة للتمرينات العضلية الثقيلة. وفقا لنظريتهما، ينتقل الجلوكوز في دورة من العضلة للكبد ثم للعضلة مرة أخرى، وأطلقا على ذلك دورة الكربوهيدرات، وأطلق الجميع عليها «دورة كوري».
دورة كوري.
في 1928 أصبح الزوجان كوري مواطنين أمريكيين عاديين.
عندما عين كارل كوري أستاذا في جامعة واشنطن بسانت لويس بولاية ميزوري، تبعته جيرتي وعينت مساعد باحث في الصيدلة. وهنا أيضا قامت بمعظم عملها في منصب أدنى، وكان راتبها 1500 دولار، وهو ما يساوي عشرين في المائة من راتب كارل، ولكنه كان أفضل بكثير من أي عرض تستطيع الحصول عليه في أي مكان آخر. في 1936 عزل الزوجان كوري من عضلات ضفدع أحادي فوسفات الجلوكوز (يطلق عليه حاليا أيضا إستر كوري)، الذي لم يكن وسيطا معروفا في تركيب الجلوكوز حتى تلك اللحظة.
في الوقت نفسه، كان قد بدا واضحا أن الإنزيمات مهمة جدا في هذه العملية؛ ولذا غير آل كوري اتجاه أبحاثهما نحو علم الإنزيمات، وأدى هذا إلى اكتشاف إنزيم فوسفوريلاز، الذي يحلل الجليكوجين إلى إستر كوري. بعد سنوات قليلة نجح معملهما في بلورة الفوسفوريلاز، ومن بعدها راحا يكتشفان إنزيما تلو الآخر، وكان لعملهما أثر عظيم على أبحاث مرض السكر وغيره من الأمراض الأيضية وعلاجها.
إستر كوري.
في أغسطس 1936 كان على جيرتي أن تقاطع أبحاثها لأسباب خاصة؛ فقد رزقت ابنها كارل توماس. عندما داهمتها آلام الولادة، كانت لا تزال تعمل في معملها، حتى إنها حملت منه مباشرة إلى مستشفى الولادة، وبعد ساعات قليلة وضعت مولودها، وبعد ثلاثة أيام عادت مرة أخرى إلى معملها.
Page inconnue