[معرفة الله]
قال الوافد: وما هي بينها لي يرحمك الله ؟
قال العالم: أولها المعرفة بالمعروف فهو الله عز وجل، والإيمان به، والإسلام، والطاعة، والعلم، والعمل. ثم تعرف المعرفة ما هي إذا صرت عارفا، رددت المعرفة إلى المعرفة فلحقت من المعرفة ما قدرت عليه. ثم تعرف الإيمان ما هو وكيف هو ؟ حتى إذا صرت مؤمنا أسلمت للذي آمنت به، حتى إذا صرت مسلما احتجت أن تطيع للذي أسلمت له، حتى إذا صرت مطيعا احتجت إلى علم تطيع به، وتعرف العلم ما هو وكيف هو، حتى إذا صرت عالما احتجت أن تعمل بما علمت، ثم تعرف العمل ما هو وكيف هو وما ثمرته، وإلى ما يوصلك وما عائدة نفعه.
قال الوافد: أيها العالم بين لي المعرفة ما هي وكيف هي ؟
قال العالم: أما ما هي فإصابة الأشياء بأعيانها، ووضعها في مواضعها، ومعرفتها على حقائقها، وأما كيف هي فإصابة المعاني، فما من شيء إلا له معنى يرجع إليه، فإصابة الأشياء بالنظر والتفكر والتمييز والسمع والبصر، وإصابة المعاني بالتفكر والإعتبار والعقل.
قال الوافد: فما معرفة الله تعالى ؟
Page 265