والشجرة التجارية الأولى في غابات السويد هي ثلاثة أنواع من أشجار الصنوبر ذات الجذع السميك والفروع والأغصان القليلة والبناء الخشبي المتناسق، وتضرب أشجار الصنوبر جذورا طويلة تخترق التربة إلى أعماق أبعد من أشجار الشربين، كما أن الصنوبر لا يحتاج إلى تربات غنية، فهو ينمو في التربات الرملية أو الجافة أيضا مما يجعل انتشاره واسعا، وفي مقابل ذلك فإن الشربين ينمو بجوار بعضه بصورة أكثف من الصنوبر كما أنه يبلغ مرحلة نضجة بسرعة أكبر من الصنوبر.
ففي إقليم دالارنا لا تنمو أشجار الصنوبر إلى مرحلة نضجها قبل 210 سنة، وتقل الفترة أو تطول مع الاتجاه جنوبا أو شمالا على التوالي، ففي إقليم فيرملاند تحتاج الشجرة إلى 180 عاما، بينما تحتاج إلى 300 سنة لكي تنضج في نورلاند.
ومن ناحية النشاط الاستغلالي للغابات نجده مرتبطا بالزراع الذين يمارسون الزراعة في النطاق الغابي، ففي خلال موسم الإنبات يقوم الفلاح برعاية الحقل، وفي خلال الشتاء يتحول الشخص نفسه إلى حرف الغابة المختلفة، وهذا يعطي الفلاح دخلا إضافيا يحتاجه بشدة؛ إذ إن إنتاجه الحقلي أقل من تزويده بالدخل الأمثل، وقد أمكن إحداث استخدام جيد للثروة الغابية بواسطة إنشاء مزارع صغيرة داخل النطاقات الغابية أدت إلى إيجاد عمالة مستقرة استقرارا دائما داخل هذا النطاقات، بدلا من الاعتماد على العمالة الموسمية المهاجرة التي لا يمكن ضبطها عدديا ونوعيا السنة تلو السنة، أما الفلاحون الذين يزرعون حقولهم في مناطق السهول الخصبة فهم أبعد عن الاشتراك في حرف الغابة.
وقد كان الطلب على الخشب السويدي كبيرا محليا، وفي التجارة الخارجية، وبخاصة مع احتياجات ألمانيا وهولندا وبريطانيا إلى كميات كبيرة من الخشب؛ لصناعة السفن وبناء المرافئ والاحتياجات العامة الأخرى.
وعلى أثر قلة استخدام الفحم النباتي في صهر المعادن السويدية وقلة تدخل الهيئات الخاصة والحكومية السويدية في تنظيم استغلال الغابات، فإن ملكية واستغلال غابات السويد الشمالية قد وقعت في براثن ملاك أجانب من الاسكتلنديين أو الألمان أو النرويجيين الذين يشترون الحيازات الغابية من الفلاحين البسطاء الذين لا يعرفون استغلالها استغلالا أمثل، وليست لديهم الخبرة والمال لتوظيفهما في هذه الثروة الطبيعية الهائلة، وقد قام الملاك الأجانب باستغلال الغابات السويدية أبشع استغلال، وخاصة الموجودة منها إلى جوار الأنهار أو بالقرب منها، للدرجة التي كتب معها الكتاب في تلك الحقبة (1860) أنه أصبح من المتعذر أن نرى في في تلك المناطق القريبة من الأنهار أشجارا يزيد عمرها عن خمسين عاما.
وقد بدأ هذا الاستغلال البشع اعتبارا من عام 1850، خاصة بعد أن ألغت بريطانيا نظام الضرائب الجمركية العالية التي فرضتها على الأخشاب المستوردة لصالح ولحماية واردات الأخشاب الكندية إلى بريطانيا، وقد حسن المستغلون الأنهار وأقاموا رقابة شديدة على مسار الخشب المقطوع وتجنب فقدانها عند المندفعات المائية لدرجة أن الفاقد منها كان لا يزيد عن واحد في المائة فقط، وحتى 1870 كان الاستغلال يسير بسرعة كبيرة إلى أن بدأت المنافسة الأمريكية وهبطت الأسعار، ولكن نمو صناعة الورق والسليلوز قد عوض عن ذلك، ولو كانت الأمور قد تركت على حالها لفترة زمنية أطول لكانت السويد حاليا من الدول غير ذات القيمة في إنتاج الموارد الغابية.
ولقد بدأت صناعة الورق في السويد منذ القرن السادس عشر، ولكنها لم تثبت وتنمو كصناعة قوية إلا بعد اختراع عجينة الورق في منتصف القرن الماضي، وبعد اختراع عمل العجينة كيميائيا في سبعينيات القرن الماضي، وتستهلك صناعة الورق كميات كبيرة من الخشب إلى جانب استهلاك كبير للطاقة، وقد نمت صناعة الورق السويدية من 12 ألف طن عام 1877 إلى ربع مليون طن 1907، وإلى نصف مليون طن في 1930 - صدر منها 380 ألف طن ، ووصل الإنتاج إلى 740 ألف طن عام 1965.
وتتركز صناعة عجين الورق على مصبات الأنهار المطلة على خليج بوثنيا، وفي منطقة فيرملاند حول بحيرة فينرن، أما مصانع الورق فتتركز في وسط السويد ومنطقة نوركيبنج، ومناطق محدودة من موانئ خليج بوثنيا (بيتيا - أوتفيكن - جيفليه - هاستافيك) وفي دالارنا. (7-4) السماكة
كان لموقع السويد المطل على بحر البلطيق والشمال أثر واضح في إعطاء الفرصة لنمو حرفة السماكة قديما وحديثا - ولو أنها في هذا الوضع أقل بكثير من النرويج، فالبلطيق لا يعطي أسماكا جيدة كبحر الشمال، وواجهة النرويج على ذلك البحر وعلى الأطلنطي الشمالي أكبر بكثير مما تمتلكه السويد.
وأهم أسماك البلطيق نوع من الرنجة يسمى
Page inconnue