Sur les Marges des Trottoirs
على هامش الأرصفة
Genres
مائة دولار لأمي في نهاية كل شهر. - حاجة لله. - (...)
لا، لم تعطني الحياة شيئا، حسنا ابتسمت كعادتي وأنا أسمع البنت التي أحبها تقول في همس شاعري «ممقوت»: أنا أؤمن بالعاطفة، العاطفة المجردة، بالحب، بالحب كقيمة إنسانية سامية، لكن في مسألة الارتباط يجب أن نفكر في المستقبل، الإنسان لا بد أن يخطط للمستقبل بجدية.
هدير محرك عربة الجنود، معاكستهم لفتاة تدعي عدم الاهتمام ليس بمعاكسة الجنود فحسب، بل بكل تفاهات الوجود غير إيقاع كعبها العالي، قرآن مكبر الصوت الكريم ... «خالدين فيها» كلمة ضاعت في صخب الشارع «العظيم»، ودين أمي ما عنديش فكة ... ما على المؤمنين ... هل أنا أوضع من أن أنالها ... هتاف الجنود ... الجنود في كل مكان، أنا لم أطلب أكثر من مواهبي؛ فتاة أحبها، فلتحبني، أما وطني فمنذ أن أنجبتني أمي - عائشة - رسمته على صدري وأطلقتني صوبه كالقذيفة. عندما كبرت تعلمت، عرفت «أنك قد لا تجد وطنا يحتويك، لكنك بلا شك تحتوي أوطانا في ذاتك». - أرجوك. - «ما فيش». - أبي ميت، أمي مريضة، أخي في السجن، وأنا جائعة!
صديقي الصغير مات أبوه بالأمس، دائما بالأمس، سرقنا أرغفة مطعم «الشعب» معا، اقتسمنا شلنا وجدناه بسوق الخضار، وعجورة كادت أن تفسد، ترادفنا على عجلة الأجرة الصغيرة، جلسنا عند باب السينما «الوطنية» نتصيد الأغاني الهندية وفرقعة المسدسات، سعدنا بتفاهات بائعة الفول السوداني والتسالي «فطومة كانت جميلة، خبيثة ولئيمة، ولا تخفي حبها للصبيان»، وبقدر حبي للحياة نقمتها علي.
القطة الحبلى السوداء تمسح بطنها الناعمة بساقي الجافة الملساء، تذكرت القطة السعرانة التي عضت أحد المؤتمرين الكبار، مندوب إحدى الشركات عابرة القومية، بقاعة محترمة، سحبت رجلي وأنا ألصق نظري وتفكيري بالبعيد، ما وراء البعيد، هل ... هل ... لأبي؟! أصحيح ما قاله المعري حين فاض به خريف التشاؤم: أهذا ما جناه علي أبي؟
قافلة من السيارات الأمريكية الألمانية وبيجو فرنسا الشهير، تتقدم المرسيدس المزينة بأجمل ألوان الدنيا، اثنان من الموتوسيكلات، عاصفة من الأبواق: تيت تيت، تت تيت، تيت تيتي، تت تت تيت ... قرآن مكبر الصوت الكريم تداخله زوبعة الطريق، المشاة، الباعة الجائلون، صفارة قطار «الثانية عشرة» ... «حسنة لله يا بيه» ... ابتسامة بائسة متكلفة ... «قق، قق، قق شيشه» عاصفة في ... - عاوزة شلن. - اسمك مين؟ - صباح. - اسم والدك؟ - مات والدي مات، ليست لنا أرض، أمي مريضة، أخي مسجون وأنا جائعة.
أمي كانت تؤمن «بغد»، إذا أمي مستقبلية؛ لذا عندما نفدت سراويل أبي وعدة نجارته، علمتنا كيف نشارك النملة قوتها ونحن نتفحص واجهات البنوك المبهرجة العتيقة غير حاقدين ولا شامتين ... فقط حالمين.
عندما عرفت الفتاة - التي لا أحبها - أنني غريب، بكت كثيرا كعاصفة هوجاء. - أنت لست من هنا؟!
غربتي لم تمنعني من النوم على حجرها، فهي على كل غريبة أيضا؛ لأنها لم تجد نفسها إطلاقا، غريبة بعمق، ثم احتفظت بضفيرة محرمة منها، عندما تساومني الطبيعة بمثل هذه الوخزات اللذيذة أرفضها - لأنني أدعي الكفر بالحل الفردي - أكتئب مثل طفل مخطئ أجل والده عقابه للمساء.
السائلة الصغيرة، جلاليبها المهترئة، وجهها المبرقع، القبيحة قبحا متعمدا كما لو كانت في حفلة تنكرية، المسكينة تحايلا وفعلا، المقززة، تلميذة الرب المزيفة، من يبعدها عني؟
Page inconnue