153

Devant la porte de Zuwayla

على باب زويلة

Genres

بدا الغضب في وجه أصحاب السلطان، وأحدقت عيونهم بطومان باي وقد اشتعلت جمراتها، ولكن السلطان سليم لم يلبث أن ردهم إلى الهدوء حين قال باسما: عن غير هذا سألتك يا سلطان، وإنما أردت أن أعرف لماذا أبيت أن تبقى على عرش مصر في ظل الراية العثمانية، وما طلبنا منك إلا أن تكون السكة والخطبة باسمنا ولك الحكم والإمارة والجباية، فكيف آثرت على كل ذلك هذا المصير؟

قال طومان: ذلك العرش قد ائتمنتني عليه الرعية، فما كان لي أن أجعله تحت سلطان غير سلطان الرعية التي حملتني أمانتها!

قال سليم: فالآن يا سلطان سترد الأمانات إلى أصحابها!

ثم أمر فأعدت لطومان باي خيمة مفردة ريثما يفكر في أمره.

وقال سليم لأصحابه وقد خلا لهم المجلس: أما إنه لرجل، ولقد والله حدثتني نفسي أن أخلي بينه وبين عرشه وأعود أدراجي، لولا أنني أخشى انتقاضه.

قال الوزير يونس باشا: إن مولاي ليكسب به حليفا يعين في وقت الشدة، وإنه لذو حفاظ ومروءة.

قال خاير بن ملباي مغيظا: نعم، وإنه إلى ذلك لذو حفيظة وثأر ...

قال السلطان ضاحكا: صدقت وما قصدت يا خاير بك!

وشاع في المدينة النبأ بوقوع السلطان طومان باي في يد ابن عثمان فلم يصدقه أحد، إن طومان باي لأرفع مكانا من أن ينتهي إلى مثل ذلك المصير، ومن ذا يعرف طومان باي فيصدق أنه اليوم أسير في يد السلطان سليم، إنه لفارس كأن قد ولد على ظهر فرسه، فلغيره الأسر وله النصر أو الشهادة!

إن المصريين جميعا ليرقبون ظهوره كرة أخرى، كما ظهر مرة ومرة على رأس جيشه؛ ليرد عليهم حريتهم ويستنقذهم من جور ابن عثمان، فإنهم لينكرون ذلك النبأ ويرمون قائله بالإفك والبهتان.

Page inconnue