Devant la porte de Zuwayla
على باب زويلة
Genres
ونهض أرقم فوقف خلفها ومس كتفيها بكلتا يديه وهو يقول: صبرا يا نوركلدي، فستلقينه في يوم قريب فترين بطلا كريما يستحق شرف أمومتك الكريمة.
وارتجفت نوركلدي حين أحست يدين تلمسان كتفيها، فاستدارت وقالت مستحيية وفي صوتها نبرة عتاب: ولكنك يا أرقم لم تحدثه أن أمه هنا، في القاهرة، وأنها تطمع أن تراه ... - لا يا نوركلدي! - وبخلت علي بهذه النعمة!
ليس بخلا عليك يا نوركلدي ولكنه بخل طومان أن تتوزعه العواطف في وقت يجب أن يجتمع فيه قلبه على فكرة، إن طومان باي اليوم تتمثل فيه آمال أمة قد وطئتها خيل العدو وليس لها في محنتها غير رجل واحد! - صدقت! - ولم أبخل إذن؟ - بلى، ولكنك استأثرت بالنعمة وحدك فأمتعت قلبك وعينيك! - وستمتعين قلبك وعينيك عن قريب يا نوركلدي!
قالت باسمة: نعم، وأصف له ما لقيت من صديقه أرقم الرمال!
قال أرقم متأوها: ويصف له أرقم الرمال ما لقي من نوركلدي!
ونظر في وجهها فأطال النظر، كأنما يحاول أن يسترجع ماضيا قد غبر منذ أربعين عاما أو يزيد.
ونظرت في عينيه فأطالت، كأنما ترى فيهما خيال صورة مطبوعة لفتاها المحبوب الذي فقدته منذ أمد طويل، ولم تزل تطمع في لقائه.
هاتان العينان نظرتا في وجه طومان باي منذ ساعة، فإن فيهما لصورة منه مدخرة في الأعماق، فلولا الحياء لقالت لهذا الرجل الملثم بأسراره: ادن مني يا حبيبي لأرى في عينيك صورة الفتى الواحد الذي آثرته بالحب على جميع الناس ...
هل استشفت نفسها ما وراء هذا اللثام المضروب على وجه أرقم، فأحست إحساس القلب الملهم بما بينها وبينه من الأواصر حين عجز عقلها عن استكشاف السر؟ من يدري؟!
الفصل الخامس والثلاثون
Page inconnue