بسط كفيه وهز كتفيه. «طوال ذلك الوقت كله كانت قريبة للغاية؛ فقد كانت في العربة المجاورة تثرثر مع ممرضتي.»
قالت آيريس ضاحكة: «أجل، هذا هو المكان الذي كنت لأجدها فيه. ذلك أول مكان كان يفترض أن أبحث فيه ولم أفعل.»
حك هير ذقنه متشككا. «مم! أمر غريب للغاية. هل أنت واثق أنها المرأة المقصودة.»
رد الطبيب: «هي السيدة التي رافقت الآنسة إلى عربة المطعم. سيدة قصيرة ضئيلة الجيد، ليست شابة، ولكنها ليست عجوزا كذلك، تضع ريشة زرقاء في قبعتها.»
صاحت آيريس: «تلك هي الآنسة فروي.»
قال هير مصرا: «لكن لم وقع كل ذلك الغموض؟ ولم أنكر الجميع معرفتها وكل ذلك؟»
هز الطبيب كتفيه باستنكار وقال: «أها؛ لأننا لم نفهم ما تقصده الآنسة؛ فقد كانت تتحدث بسرعة وتذكر سيدة إنجليزية. وتلك السيدة ربما تكون ألمانية أو نمساوية، لا أعلم قطعا، لكنها ليست إنجليزية.»
أومأت آيريس برأسها لهير.
وقالت له: «لقد وقعت في ذلك الخطأ أيضا في البداية؛ فهي لا تبدو من بلد معين، وتتحدث اللغات كلها. تعال لنطمئن عليها.»
بدأت آيريس تعتاد الرحلة في ممرات القطار حتى إنها شعرت أنه صار بإمكانها أن تقطعها معصوبة العينين. أثناء مرورها بجانب مقصورة الزوجين بارنز، استرقت النظر إلى داخلها. كان القس يبدو بطوليا على نحو يبعث على الكآبة، وقد عقد ذراعيه أمام صدره وقطب حاجبيه، بينما بدت أمارات التعب بوضوح على زوجته. كانت هالات سوداء تحيط بعينيها الغائرتين، لكنها ابتسمت بشجاعة لآيريس.
Page inconnue