نظرت إليها البارونة بينما نهضت بنشاط من مقعدها، وسألتها: «هل ساءت حالتك سيدتي؟»
أجابتها آيريس: «بل تحسنت، شكرا لسؤالك! سأختبر ذواكر إنجليزية، من باب التغيير. سأتحدث إلى بعض الزوار الإنجليزيين ممن كانوا معي بالفندق ورأوا الآنسة فروي.»
الفصل الرابع عشر
أدلة جديدة
الآن وقد أثبتت لنفسها أن الآنسة فروي موجودة حقا، بدأت آيريس تتساءل عما حدث لها. عندما تذكرت بحثها المكثف للقطار، تأكد لها أنها لا يمكن أن تكون على متنه، لكن أيضا يستحيل أن تكون في أي مكان آخر.
كانت الممرات والمقصورات تعج بالسياح؛ لذا يستحيل أن تكون قد فتحت بابا أو نافذة وقفزت من القطار، دون أن تلفت الانتباه لنفسها على الفور . كان من المؤكد كذلك أنه لا يمكن لأحد أن يكون قد لفها في حزمة وألقى بها على القضبان دون أن يثير انتباه الجميع.
لا يوجد مكان يصلح لأن تختبئ فيه. ولم تستطع آيريس أن تتصور سببا قد يدفعها لأن تقدم على ذلك الفعل. في المجمل، كان وجود جماعة كبيرة من الشهود يحول بينها وبين وقوع أي مكروه لها، عارضا كان أم مقصودا.
في يأس، طرحت آيريس تلك المشكلة جانبا، وقالت مجادلة: «لا يمكن إثبات أنها مفقودة حتى أثبت أنها كانت موجودة في المقام الأول. تلك هي مهمتي. بعد ذلك، يحين دور الآخرين ليكملوا من بعدي.»
عندما تذكرت معايير البروفيسور للأدلة التي يعتد بها، شعرت أنها تتفهم فخر صاحب معرض بمعروضاته؛ فشهودها يجب أن يرقوا لأعلى معايير الذوق الرفيع؛ أن يكونوا إنجليزيين حتى النخاع.
نظرت إليها البارونة عندما فتحت حقيبتها وأخرجت مرآتها الصغيرة وأحمر شفاهها. رغم أنها بدت غير مكترثة على الإطلاق، وكان وجهها يخلو من أي تعابير، كانت تعطي بطريقة ما انطباعا بأن عقلها يعمل في الخفاء، وكأنما تغزل خيوطا ذهنية.
Page inconnue