حينها ستمتلئ الغرفة بتلك الضحكة التي تزيدها حيوية ورحابة.
تابعت السيدة فروي حديثها قائلة: «ابنتي رحالة عظيمة. ها هي أحدث صورة لها. التقطت في بودابست.»
لم تكن الصورة الشخصية تظهرها بوضوح؛ إذ كانت باهظة الثمن. كان يظهر بها الجزء السفلي من وجه صغير مبهم الملامح، وقبعة تبدو واضحة للغاية في الصورة.
علقت السيدة فروي قائلة: «تبدو كرحالة مخضرمة للغاية في تلك الصورة والقبعة تغطي عينيها. وتلك الصورة في روسيا. وتلك التقطت في مدريد، يوم عيد مولدها. وتلك في أثينا.»
كانت مجموعة الصور في الأساس مجرد تذكارات جيوجرافية، فبينما كانت السيدة فروي فخورة بما هو مكتوب على صورة الجبال، كانت تكره الفتاة الغريبة عنها التي بلغت خريف عمرها، والتي في نظرها لا تشبه ابنتها في شيء.
أنهت الاستعراض بأن مدت يدها لتلتقط صورة شخصية باهتة موضوعة داخل إطار فضي على أحد الرفوف. كانت الصورة قد التقطت في إلفراكوم، وتظهر بها فتاة صغيرة لها عنق دقيق ووجه مبتسم، يحيط به شعر مجعد فاتح كثيف.
قالت: «تلك هي الصورة المفضلة لي؛ فتلك هي ويني الحقيقية.»
كانت تلك هي الفتاة التي تدرس بمدرسة الأحد، وتضحك في وجه موظفي الكنيسة، وترفض من يطلبون يدها من رعايا أبيها، قبل أن تفرد جناحيها وتحلق بعيدا.
لكنها دائما ما تعود إلى العش.
نظرت السيدة فروي مجددا إلى الساعة. حاولت أن تتخيل ويني داخل القطار السريع القاري الهائل الذي يمر بأوروبا كلها. كان على الفتاة المسكينة أن تصمد ليلتين في القطار، لكنها كانت دائما تقسم إنها تحب تلك التجربة. كما أنها تعرف كل حيل الرحالة المحنكين لضمان راحتهم.
Page inconnue