La famille Robinson suisse
عائلة روبنسون السويسرية
Genres
ما لبثنا أن وصلنا فناء مزرعتنا لنجده في حالة جيدة، وكانت حيواناتنا بصحة جيدة، مما جعلنا نشتاق أكثر إلى رؤية منزلنا في الحصن الصخري. وكانت تتكاثر عائلات دجاجنا وخنازيرنا وماعزنا. وصادفنا أيضا قطيع الظباء الذي كان قد ساقه فريتز وجاك إلى هنا. شاهدناها وهي تهرع بين القصب وتحدثنا عن مدى جمالها.
وعندما كنا في المزرعة، أصلحنا ما استطعنا إصلاحه، ثم شرعنا في الانطلاق إلى الحصن الصخري في الصباح التالي. بعدئذ شعرنا جميعا بالسعادة لدى عودتنا وفتحنا الأبواب والنوافذ لتهوية المنزل. وفيما كان جاك منهمكا في ترويض النعامة، حاولت أن أفرخ بيض النعام بأن دثرته في القطن ودفأته على الموقد.
في اليوم التالي، اتجهت أنا وفريتز إلى جزيرة القرش كي نبدأ مزرعة الأرانب وننقل زوجا من الظباء، وبعدها حان الوقت لنلتفت إلى منزلنا ونركز على تخزين مؤننا.
تبين أن نعامة جاك صعبة التدريب وقد بدت ضعيفة وحزينة. أخيرا تمكنا من إطعامها كرات من الدقيق الممزوجة بالزبد؛ فبدا أنها تأخذ في الانتعاش إذ بدأت تمد رقبتها الطويلة لتناول المزيد. وما لبثت أن عادت إلى كامل قوتها وصارت أليفة للغاية. أذهلنا أن نراها تأكل جميع أنواع الحبوب والفاكهة، وتلتقط معها بعض الحصى الصغير لتسهل عملية الهضم. بعد شهر من التدريب، كانت تسير وتخب امتثالا لأوامرنا. لكن كيف يمكن أن نركب على نعامة؟ صنعت نوعا من الغطاء به حبال يمكن الإمساك بها وثبت تحته سرجا صغيرا. وعندما كان الطائر مستعدا، قررنا أن نسميه «سيد إعصار» بسبب سرعته.
عندما جربنا أخيرا ركوب النعامة، فوجئنا بسرعتها الرهيبة. أصبحنا نستطيع الانتقال بين الحصن الصخري، الذي سرعان ما أصبح بيتنا الدائم الذي نعيش فيه، وبين غابة الصقور في لمح البصر. كان الطائر سريعا للغاية حتى إن الأولاد تجادلوا مرة أخرى حول من يملكه، فاضطررت أن أتدخل وأتخذ قرارا.
قلت: «النعامة نعامة جاك، قد يمكننا جميعا استخدامها عند الحاجة لكنها ملك لجاك.»
وهكذا أصبح لدى جاك سيد إعصار الخاص به ليمتطيه. نجحت رحلتنا وشعرنا كلنا بالأمان والطمأنينة لأن ندخل في بيات شتوي.
الفصل السابع عشر
قارب جديد
سرعان ما أصبحت سحب الشتاء المكفهرة متأهبة مرة أخرى كي تصل بغزارة. ها قد حان الوقت لنتوقف عن مغامراتنا. غير أنه في هذا الشتاء شعرنا أننا محبوسون في منزلنا بالكهف.
Page inconnue