ويشاورهم فيشيرون، ويمتثل قول بعضهم دون بعض، وقول عمر رضي الله عنه: وافقت ربي في ثلاث، ووافقني ربي في ثلاث، في أسارى بدر، وفي الصلاة عند المقام، وضرب الحجاب على الأزواج (¬1) ، وحتى قال رسول الله عليه السلام:».. وقد عرض علينا العذاب ما دون هذه الشجرة، فلو نزل العذاب ما نجا منا إلا عمر« (¬2) ، وقوله عليه السلام: »كدنا أن نهلك في في خلافك يا عمر« (¬3) ، وقوله للخثعمية: »أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكنت قاضية عنه؟ ثالت نعم، قال: فذلك كذلك« (¬4) وهو نفس تعليم القياس، وفي بعض الروايات: »فدين الله أحق أن يقضى« (¬5) ومنه رأى عمر في الأسارى، أشار على رسول الله عليه السلام أن يضرب أعناقهم، فأنزل الله تعالى مصداق رأيه: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى/ حتى يثخن في الأرض } (¬6) وقد استشارهم فشار عليه أبو بكر أن يعفو ويأخذ الفداء، وأبى عمر من ذلك فأنزل الله تعالى مصداقه أي عمر (¬7) ، ومنه قوله لأمعطيةفي ابنته: »اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو ما رأيتن« (¬8) وقوله: »لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا ثمنها« (¬9) فقاس الثمن إلى المثمن، وأعظم من هذا كله قوله لمعاذ بن جبل حين أنفذه إلى اليمن حاكما: » بماذا تحكم يا معاذ؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسوله بما يرضى رسوله« (¬10) ، ولا يظهر إلا بأمر حق.
Page 330