83

La Vierge de Quraysh

عذراء قريش

Genres

قالت: «لا تخف فقد تم الأمر لأبي الحسن، وحوله نخبة من الصحابة يشدون أزره فإذا أحسنوا الرأي استقام له الأمر بإذن الله.»

قال: «لا تغرنك كثرتهم، وفيهم من يضمر غير ما يظهر. ليت عبد الله هنا (عبد الله بن عباس)! فإن له رأيا سديدا، وهو ابن عم أمير المؤمنين.»

قالت: «لعله لا يزال في مكة منذ أن ذهب بالحجيج إليها»، قال: «نعم».

قالت: «ولكن لنا في المغيرة بن شعبة خير مشير، وقد وقع إلي أنه دخل على أمير المؤمنين في الصباح وما يزالان مختليين.»

فقال: «إن المغيرة يا أماه من خيرة الصحابة أصحاب الرأي والدهاء، ولا يخفى عليك أنه أحد دهاة العرب الأربعة.»

فقالت: «ومن هم الثلاثة الآخرون؟»

قال: «معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وزياد بن أبيه.»

وما أتم محمد كلامه حتى سمع وقع أقدام عرف أنها خطوات الحسن، فبغت وقال: «هذا أخي الحسن، فلعله يخبرنا بما دار بين الإمام علي والمغيرة.»

قالت: «ادعه». فخرج محمد ليدعوه فإذا هو قادم فابتدره محمد بالسلام، فرد الحسن تحيته ولم يزد عليها. فخشي محمد أن يكون في نفسه شيء فقال: «أهلا بأخي ابن أمير المؤمنين، لقد كنا في حديث الخلافة، وترانا في شوق لمعرفة ما دار بين مولاي أبي الحسن والمغيرة.»

فجلس الحسن على وسادة بالقرب من الباب، وتشاغل بإصلاح عمامته ولم ذيل ردائه وهز رأسه ولم يجب.

Page inconnue