65

La Vierge de Quraysh

عذراء قريش

Genres

قالت: «تمهلي لنرى ما يكون من ابن أبي سلمة.» ثم سارت العجوز إليه وكان يعقل ناقته ويصلح حاله قبل الدخول إلى الفسطاط، فازدادت أسماء تهيبا من الدخول على أم المؤمنين وقالت للعجوز: «وهل تنوي الإقامة بهذا المكان؟»

قالت: «يلوح لي أنها على سفر.» ثم دنت من قائد جملها فسألته عن سفر أم المؤمنين فقال: «إنها شاخصة إلى المدينة.»

فقالت أسماء: «وما العمل الآن، هل نرجع معها أم نظل في طريقنا إلى مكة؟»

قالت: «سنرى في ذلك متى التقينا بها، فإذا أمرتنا بالرجوع معها رجعنا وإذا أرادت أن ندخل مكة دخلنا.»

قالت: «هل ننتظر رفيقنا لندخل معه أم نسبقه إليها؟»

قالت: «أرى أن ندخل فسطاطها قبله، مخافة أن تكون هي مسرعة في القيام فلا نتمكن من التكلم معها.»

قالت: «وهل تعرفينها من قبل؟»

قالت: «أعرفها جيدا وقد عشت في بيت أبيها - رحمه الله - وكثيرا ما حملتها على عاتقي وهي طفلة، ولهذا أحن إليها حنين الوالدة.»

قالت: «فلندخل عليها»، قالت: «هلم بنا». ومشت أمامها فتبعتها أسماء حتى دنت من الفسطاط، فاستأذنتا في الدخول فأذن لهما، فدخلتا وكلتاهما هائبة الوقوف بين يدي زوج النبي.

أما أسماء فكانت على شجاعتها وثبات جأشها قد شعرت عند دخولها الفسطاط باضطراب وازداد خفقان قلبها واحمرت وجنتاها، ثم امتقع لونها رهبة من لقاء أم المؤمنين.

Page inconnue