Morsure de chien: un recueil de nouvelles

Ahmad Abd Wahid d. 1450 AH
49

Morsure de chien: un recueil de nouvelles

عضة كلب: مجموعة قصصية

Genres

سريعا أجبت هذه المرة: قال إنه سوف يدلني على ابني المفقود منذ سنوات. - كم طلب منك؟

أجبته. ابتسم ساخرا، وأمر من حوله بإحضار البرنس على الفور. ثم جلس وأخرج من جيبه زجاجة خمر وسكب بعضا مما فيها في فمه، ومد يده بالزجاجة إلي، أقسمت بالله أني لا أقرب الخمر، فسحبها وأعادها إلى جيبه.

أتى البرنس يهرول، فقبل يد الشاب وركع على الأرض يستجديه العفو، أوسعه الشاب ضربا حتى سقط على الأرض والدماء تفور من فمه وأنفه.

قال الشاب: حذرتك أن تلعب بغير إذني.

حانت من البرنس التفاتة نحوي، فاتسعت عيناه وهتف: مدحت باشا أبو الفدا!

ومضت بذاكرتي صورة شبيهة به. أمعنت النظر إليه. سألني الشاب: أتعرفه؟ - نعم، عم شحاتة، صاحب الكشك المجاور لمنزلي. لم أشاهده منذ سنوات.

تقدم شحاتة نحوي ككلب يلهث، وأشار إلى الشاب القصير القامة: هذا هو ابنك. المعلم بيومي التلت. كريم!

بعد أن قضى شحاتة البرنس مدة عقوبته في السجن، منحته الحكومة ترخيصا بكشك لعله يكون مصدرا لرزقه الحلال، لكنه كان أكثر فسادا من أن ينصلح حاله. اعتاد كريم أن أصحبه أنا أو أمه لشراء ما يحلو له من ذلك الكشك؛ لهذا فقد ذهب بمفرده في ذلك اليوم المشئوم يطلب بعض الحلوى من شحاتة الذي لاحظ أن الطفل بمفرده، فاختطفه لعله يحصل على فدية كبيرة من أهله ميسوري الحال، إلا أنه خشي من نفوذ والده الموظف الكبير، فعدل عن الفكرة وباع الطفل لأحد المجرمين الذي درب كريم على الشحاذة والسرقة وغيرها من الأنشطة المنحرفة، فبرع فيها وفرض سطوته على من حوله.

علل شحاتة البرنس إبلاغي بأمر كريم بعد كل هذه السنوات، بأنه أراد أن يفعل خيرا قبل أن يلقى ربه! ولا بأس عنده أن يكسب من توبته تلك بعض المال يستعين به في أخريات أيامه.

ظل بيومي التلت صامتا ساكنا يستمع لرواية شحاتة حتى فرغ منها، ثم نهض وانقض عليه وظل يكيل له الضربات حتى سقط على الأرض دون حراك، ولا أدري إن كان قد فارق الحياة أم لا، فقد أمر بيومي رجاله فحملوه إلى الخارج.

Page inconnue