Morsure de chien: un recueil de nouvelles
عضة كلب: مجموعة قصصية
Genres
تحلق الأطباء حولي وأخذوا يحملقون في ويتبادلون الحديث، ثم، وربما بعد أن استقر رأيهم على شيء، ذهبوا بعيدا. التفت إلى أخي وطلبت منه أن يشعل لي سيجارة، فاتسعت عيناه في استهجان ودهشة وتركني وخرج.
هل ظن هذا الصغير أنه امتلك القرار في حياتي لمجرد أنني مريض؟! تحاملت على نفسي ونهضت من رقدتي وخرجت من الغرفة، مضيت إلى أقرب مقعد وجلست، وجالت عيناي تبحثان عن أي شخص أعرفه. أدرك أخي ما كنت أعتزمه، فأشعل سيجارة وناولني إياها دون أن ينطق.
أظن أنني دخنت نصفها، لم أعد أذكر، ولا أذكر إن كنت قد أطفأتها أم لا، فلقد أخذت على غرة وحملوني إلى غرفة العناية المركزة.
ومر عام أو يزيد لم أشعل خلاله سيجارة واحدة لأوامر الأطباء الصارمة، بدعوى المحافظة على حياتي! أي حياة هي التي يحرصون على صونها لي؟
وأنا الآن، كما يدعون، بخير، أتناول طعاما صحيا جدا وأشرب الماء النقي، وأصحو من نومي مبكرا، وألتزم بمواعيد الوجبات الثلاث، وأزاول عملي على النحو المقرر، ولا يعلو صوتي في المكتب أو في المنزل، ولا أسمح مطلقا للدم بأن يصعد إلى رأسي، وأزاول الرياضة الخفيفة، وأصل الأرحام، وأشتري الهدايا لزوجتي في كل مناسبة، وأقرأ جرائد الحكومة وأصدق ما فيها، وأشاهد التلفاز، وأنتظر الموت. (تمت)
أبناء للبيع
مدير مكتبي الأستاذ سمير توحيد أخذ على عاتقه مسئولية أن يكون خط الدفاع الأول عن أعصابي، فهو يستقبل الأخبار ويفرزها ويقرر الطريقة المناسبة لإبلاغي بها، وغالبا ما تكون ملامح وجهه وصوته ووقفته القريبة من المكتب، أو البعيدة عنه، هي محطة الإنذار الأولى بالنسبة لي، والتي أتخذ استعداداتي للمواجهة طبقا لمؤشراتها.
في تلك المرة فشل الأستاذ سمير في الإيحاء لي بما يريد، أو فشلت أنا في استقبال رسالته، فرأى أن يقذف بالخبر في وجهي مباشرة: منذ أسبوع اتصل بي رجل كان يصر على مقابلتكم شخصيا، فأخبرته أن جدول مواعيدكم لا يسمح بذلك في الوقت الحالي، وأننا سوف نقدم له كل مساعدة ممكنة إن كان له مطلب معين. - ولماذا تذكرت أمره الآن بعد مرور أسبوع؟ - تكررت محاولاته أربع مرات خلال الأسبوع الماضي، تغاضيت عن الأمر فكثيرا ما نستقبل مثل تلك الاتصالات، إلى أن قال اليوم شيئا كان ينبغي أن أتوقف عنده، وأن أبلغك به على الفور.
قلت: هذه المقدمة الطويلة لا توحي بخير. - ذكر هذا الشخص أن كريم ما زال حيا، وأنه يعرف مكانه.
سألته: كريم من؟ - ابن سيادتك.
Page inconnue