Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

Muhammad Sacd Tantawi d. 1450 AH
179

Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Genres

لكن، لم يمض سوى بضعة أشهر فقط حتى ظهر التليفزيون الروتيني للبث عبر المحيط. كانت البنية التحتية المؤسسية تتخذ شكلا محددا، بينما كانت شركة «كومسات» تستحوذ على حصة مسيطرة في اتحاد شركات عالمي، ألا وهو المنظمة الدولية للاتصالات اللاسلكية عبر الأقمار الصناعية (إنتلسات). عندما استعدت إنتلسات لإطلاق أول أقمارها الصناعية التجارية، كنظير لقمر «تلستار» الخاص بشركة «إن تي آند تي»، كانت «هيوز إيركرافت» قد حصلت على ما كان مطلوبا، وهو قمر سينكوم معدل يشتمل على 240 قناة هاتفية. في البداية، كانت هذه المركبة الفضائية وحدها توفر مكملا قيما للكابلات الخمسة للبث عبر المحيط الأطلنطي التي كانت مستخدمة وقتها، والتي لم تكن تتضمن جميعا أكثر من 412 قناة. بلغ هذا القمر الصناعي، المسمى «إيرلي بيرد»، محطته فوق الأطلنطي في أبريل 1965.

بدأت تغطيته التليفزيونية على نحو درامي هائل في 3 مايو؛ حيث كان الجراح مايكل ديباكي يجري عملية جراحية في القلب، بينما كان الزملاء المبهورون في جنيف يراقبون ما يفعله بعناية. انضم تشيت هنتلي من «إن بي سي» إلى ديمبلي من «بي بي سي». ضمت ندوة نقاش ، بعنوان «اجتماع مجلس مدينة العالم»، رجال الدولة في نيويورك ولندن وباريس لإجراء مناقشة حول فيتنام. لاحقا في مايو، أعلنت «إيه بي سي» أنها ستبث عدة أحداث رياضية بثا مباشرا من أوروبا، بما في ذلك مسابقة الجائزة الكبرى في مدينة لومان.

أثبت قمر «إيرلي بيرد» نفسه في الخدمات اليومية ؛ مما أفسح المجال أمام شركة «هيوز» لترسيخ نفسها باعتبارها الشركة الأولى على مستوى العالم في بناء الأقمار الصناعية للاتصالات. بالتعاون مع ناسا، بنت الشركة سلسلة من الأقمار الصناعية للتكنولوجيا التطبيقية التي تولت اختبار أساليب تصميم جديدة وعرضها. نالت الهوائيات اهتماما خاصا. كان إيرلي بيرد والأقمار الأولى التي تلته ثابتة في دورانها، وعلى الرغم من أن هوائيات الأقمار الصناعية كانت تدور في اتجاهات محددة، فإنها كانت تهدر كثيرا من الطاقة المحدودة على متن القمر من خلال نقلها بلا جدوى في جميع الاتجاهات. اتضح أن الحل يكمن في هوائي «إلغاء الدوران»، الذي كان يشير في اتجاه ثابت إلى قارة محددة، بينما كان جسم المركبة الفضائية يواصل الدوران لتحقيق التوازن. استخدمت ناسا هذه الهوائيات على متن القمرين «إيه تي إس-1» و«إيه تي إس-3»، اللذين أطلقا في عامي 1966 و1967. دخلت هوائيات إلغاء الدوران الخدمة في عام 1968، عندما بنت شركة «تي آر دبليو» أقمار «إنتلسات 3» الصناعية خلفا للقمر «إيرلي بيرد».

بلغت «إنتلسات» هدفها في التغطية العالمية خلال عام 1969. بحلول ذلك الوقت، كان لدى «إنتلسات» ثلاث مركبات فضائية تحلق فوق المحيط الأطلنطي وثلاث فوق المحيط الهادئ. كانت ثمة مركبة سابعة، فوق المحيط الهندي، تربط بين لندن وطوكيو في منتصف العام، وبها اكتمل النظام الأساسي. كانت مركبتها الفضائية عبارة عن نماذج محدثة من «سينكوم» و«إيرلي بيرد»، لكن مع تزايد الطلب وانخفاض الأسعار، صار معلوما للجميع أن الأقمار الصناعية الأكبر حجما باتت ضرورة، واستجابت «هيوز» بسلسلة «إنتلسات 4». كان كل من هذه الأقمار الصناعية يتضمن أربعة آلاف دائرة هاتفية، بينما ارتفع هذا العدد في النسخة الأحدث من هذه الأقمار إلى ستة آلاف دائرة هاتفية. لم تكن صواريخ التعزيز فئة «ثور» فعالة بما يكفي لإطلاق هذه الأقمار، التي كانت تتطلب الصاروخ «أطلس-سينتاور»، أحد أكبر صواريخ ناسا على الإطلاق. بعدها بعقد، اتضح أن أقمار «إنتلسات 4» هي الأخرى لم تكن ملائمة؛ مما أفسح المجال أمام أقمار «إنتلسات 5»، التي كانت تتضمن اثني عشر ألف دائرة، وهو ما يزيد خمسين مرة عما في القمر «إيرلي بيرد».

مضى اتحاد شركات «إنتلسات» من قوة إلى قوة. في البداية، في عام 1965، كان الاتحاد يضم خمسا وأربعين دولة، ثم تضاعف الرقم خلال عقد. شملت قائمة الأعضاء أعداء ألداء، مثل إسرائيل ومصر، والهند وباكستان. كما كان يضم بؤساء الأرض: بنجلاديش، وهايتي، وكثيرا من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى. كانت «إنتلسات» تخدم جنوب أفريقيا أيضا، على الرغم من أن هذه الدولة كانت في طريقها إلى أن تصبح منبوذة دوليا. داخل هذا الاتحاد، كانت ثمة مائة دولة تتعاون في مجال الفضاء، عاما بعد عام، وتحقق أموالا من وراء ذلك. كان هذا الأداء يتناقض بشدة مع مجال الرحلات المأهولة، الذي تباهى ببعثة «أبولو-سويوز» في عام 1975، التي روج لها كثيرا. كان قد تمخض عن هذا أيضا تعاون في مجال الفضاء بين القوتين العظميين، وإن كان ذلك لفترة وجيزة وبتكلفة هائلة.

كان السوفييت، من جانبهم، يسيرون الأمور على طريقتهم؛ كانت مواردهم تشمل قطاعا كبيرا من الدائرة القطبية، ونظرا لوقوع معظم أراضي الدولة في منطقة شمالية مرتفعة، كانت فكرة إطلاق أي قمر صناعي جيوتزامني تنطوي على عوار كبير؛ فعند إطلاق القمر فوق خط الاستواء، كان يتعين على أي هوائي روسي التوجه نحو القمر بزاوية منخفضة تكاد تلامس سطح الأرض؛ وهو ما كان يؤدي إلى حدوث تداخل لاسلكي مع الإشارات التي يلتقطها القمر. رأت موسكو أن الحل هو استخدام مدار مستطيل مثل مدار «إكسبلورار 6»، الذي كانت زاويته تنحرف بشدة نحو الشمال. حتى في المناطق القطبية، كان في إمكان أي هوائي التوجه نحو المركبة الفضائية من خلال الإشارة في وضع مستقيم تقريبا إلى أعلى.

انطلق أول قمر صناعي للاتصالات من هذا النوع، وهو قمر «مولنيا » (أي البرق)، إلى مدار فضائي بعد أسبوعين من «إيرلي بيرد»، مستغرقا فترة اثنتي عشرة ساعة. قضى القمر معظم هذه الفترة في الفضاء قرب حد الارتفاع الأقصى، لم يكن ثابتا في مكانه في السماء، بل كان يتحرك ببطء لمدة ساعات في المرة الواحدة، وكان يرسل إشارات دون انقطاع لفترة طويلة بمعدل مرتين يوميا. صار قمر «مولنيا» القمر القياسي المستخدم في الاتحاد السوفييتي، مكملا بذلك استخدامات أقمار «إنتلسات». كانت هذه الأقمار تمثل أيضا أول نظام للأقمار الصناعية للاتصالات المحلية في العالم.

في حقيقة الأمر، بينما كانت «إنتلسات» توفر روابط اتصال دولية، كانت هذه الأقمار الصناعية تقدم وعدا هائلا في عدد من الدول التي كانت تجمع بين المساحات الكبيرة وضعف وسائل الاتصال عن بعد. في تلك الدول، كان في مقدور مركبة فضائية أن تتجاوز العملية المكلفة والطويلة لبناء روابط الموجات المتناهية الصغر وشبكات الكابلات المتحدة المحور، كما في الولايات المتحدة وأوروبا. وجدت دول العالم الثالث في هذه الإمكانية جاذبية لا تقاوم، وأخذت إندونيسيا بزمام المبادرة. كانت إندونيسيا إحدى الدول الأكثر كثافة سكانية في العالم، لكنها كانت تضم جزرا كبيرة، ومناطق جبلية ومناطق مغطاة بالغابات الكثيفة، وكانت تضم أدغال بورنيو. أطلقت ناسا قمر «بالابا» الإندونيسي في عام 1976، ثم وسعت إندونيسيا نطاق التغطية لاحقا ليشمل الفلبين وماليزيا وتايلاند وسنغافورة.

اتخذت دول أخرى تدابير مشابهة، مثل قمر «برازيلسات»، وقمر «إنسات» الهندي، وقمر «موريلوس» المكسيكي. كان لدى كندا نظامها المحلي الخاص بها بالفعل، وهو «آنيك»، ثم تبعتها أستراليا بقمر «أوسات». بالإضافة إلى ذلك، شكلت اثنتان وعشرون دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط مجموعة إقليمية، هي منظمة الاتصالات الفضائية العربية (عربسات). ضمت المنظمة ضمن أعضائها منظمة التحرير الفلسطينية، وأصرت إدارتها على مقاطعة شركات مثل «هيوز» التي كانت تمارس أعمالا مع إسرائيل. لكن، لم تمانع شركة «آيروسباسيال» الفرنسية، وبنت مركبة عربسات الفضائية التي دخلت الخدمة كما كان مقررا.

في الولايات المتحدة، بدأ التشغيل المحلي من خلال التليفزيون الكبلي. كان التليفزيون الكبلي يعود إلى عام 1949، حيث قدم خدمات إلى المناطق الريفية التي كانت الإشارات التليفزيونية فيها ضعيفة، أو كانت التلال المرتفعة فيها تعوق تلقي الإشارات في الوديان بالأسفل. كان هوائي كبير موضوع أعلى جبل يلتقط إشارات واضحة من المدن البعيدة، بينما كان الكابل ينقلها إلى المشتركين؛ ومن ثم، لم يكن الكابل يمثل أكثر من قطاع صغير في السوق الإجمالية لمشاهدي التليفزيون، التي كانت تعمل من خلال شبكات محلية لم تكن تنتج برامجها.

Page inconnue