Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

Muhammad Sacd Tantawi d. 1450 AH
166

Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Genres

في مركز المركبات الفضائية المأهولة في هيوستن، اقترح ماكسيم فاجت - الذي كان قد وضع الشكل النهائي لمركبتي «ميركوري» و«جيميني» قبل عقد - الحد من التكاليف أكثر من ذلك عن طريق قابلية إعادة الاستخدام الكاملة. لم يكن نموذجه يتخلص من أي شيء، حتى الخزانات غير باهظة الثمن. تطلب النموذج صاروخا من مرحلتين، بحيث تشكل كلتا المرحلتين صاروخي تعزيز مجنحين يستخدمان الهيدروجين والأكسجين. كان صاروخ المرحلة السفلى يحمل صاروخ المرحلة العليا على ظهره، منطلقا من كيب كانافيرال، ثم كان يزيد سرعته وصولا إلى عدة آلاف من الأميال في الساعة. كان صاروخ المرحلة العليا، الذي كان يتضمن غرفة حمولات، ينطلق بعد ذلك إلى المدار. كان كلا الصاروخين يحملان كمية الوقود الكاملة داخلهما، ويهبطان على مدرجات هبوط لإعادة استخدامهما.

كانت ناسا تتوقع أن تتنقل مركبة كهذه من المدار وإليه وفق جدول زمني متواتر، ومن ثم صارت تعرف باسم مكوك الفضاء. صارت هذه النماذج بالإضافة إلى مكونات أخرى ظهرت بعد ذلك - «نيرفا»، و«سكايلاب»، والمحطات الفضائية المتابعة - جزءا من تدريب كبير لتخطيط ما بعد «أبولو»، بدأ في فبراير 1969، بعد تولي الرئيس نيكسون شئون الرئاسة بفترة قصيرة.

قبل ثماني سنوات، أصدر جون كينيدي تعليماته إلى نائبه جونسون بوضع أهداف جديدة بشأن الفضاء؛ استجاب ليندون جونسون إلى ذلك بالتصديق على برنامج الهبوط المأهول على سطح القمر. وبعدما تولى نيكسون منصب الرئيس خلفا لكينيدي، أمر نائبه سبيرو أجينو بأن يترأس لجنة رفيعة المستوى تضع مزيدا من الأهداف. كان بين أعضاء اللجنة روبرت سيمانز، الذي كان يشغل آنذاك منصب قائد القوات الجوية، ولي دوبريدج، رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا المخضرم الذي كان مستشار نيكسون العلمي. كان مدير ناسا الجديد آنذاك، توماس باين، عضوا أيضا في هذه اللجنة. في صباح يوم إطلاق «أبولو 11»، جاء أجينو إلى كيب كانافيرال وأعلن أن ناسا سترسل رواد فضاء إلى المريخ.

في سبتمبر، أصدرت لجنته، التي أطلق عليها مجموعة العمل المعنية بشئون الفضاء، تقريرا يدعو إلى إطلاق برنامج فضاء يتجاوز «أبولو» في كل من نطاقه وتكلفته. كان الهدف الأساسي في البرنامج في حقيقة الأمر هو إرسال رحلة مأهولة إلى المريخ، بتكلفة 100 مليار دولار أمريكي تقريبا. على العكس من ذلك، بلغ إجمالي تكلفة «أبولو» 21,35 مليار دولار أمريكي خلال الهبوط الأول على القمر. في تلك الأثناء التي كان إجمالي الناتج القومي فيها يكاد يقترب من تريليون دولار أمريكي، قدرت تكلفة بعثة المريخ هذه بأنها تعادل تكلفة النشاط الاقتصادي لولاية كاليفورنيا بأكملها، خلال عام كامل.

اقترح التقرير مشروعات أخرى كذلك، مثل بناء مكوك فضائي ومحطة فضائية تضم اثني عشر شخصا، فضلا عن قاعدة فضائية تضم 100 شخص. اقتضت الخطة أيضا إطلاق محطة في مدار قمري، وبرنامجا قويا لإطلاق مزيد من الرحلات إلى القمر يكون مستقرها النهائي في محطة على سطحه. تقدم «نيرفا» أيضا وأتاح الإمكانية للسفر إلى المريخ بحلول عام 1983. قدمت الخطة ثلاثة خيارات، أكثرها طموحا كان يقتضي رفع ميزانية ناسا إلى 8 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 1976.

سعت ناسا إلى الحصول على دفعة مقدمة، فأرسلت إلى مكتب الإدارة والموازنة طلبا بمبلغ 4,5 مليارات دولار أمريكي خلال العام المالي 1971. اعتادت الوكالة على معاملة التفويض المطلق وحرية التصرف خلال سنوات «أبولو»، بيد أن مسئوليها خذلوا وصدموا بالواقع؛ إذ رفض مكتب الإدارة والموازنة الطلب بلا تمحيص، مستقطعا نحو مليار دولار أمريكي من هذه الميزانية المقترحة، ثم حدثت استقطاعات أخرى خلال الأشهر التي أعقبت ذلك، وانتهى المطاف بناسا بالحصول على 3,4 مليارات دولار أمريكي فقط في ذلك العام. مع أخذ معدل التضخم في الاعتبار، كان هذا المبلغ يمثل انخفاضا بنسبة 54 في المائة من أقصى تمويل حصلت عليه الوكالة في عام 1966.

مع تقدم الخريف والشتاء وانتهاء عقد الستينيات من القرن العشرين، بدأت ناسا في خفض آفاق تطلعاتها. في رأي إدارة نيكسون، كانت مشروعات مثل القاعدة الفضائية والمحطات القمرية وبعثة المريخ مكلفة أكثر مما ينبغي. تلاشت الآمال في مشروع «نيرفا»، الذي لم يكن يتضمن أي توقعات لإطلاق بعثة فضائية؛ ومن ثم لم يتبق إلا المحطة الفضائية والمكوك الفضائي. مع ذلك، ظلت ناسا متمسكة بالأمل في ظل هذه المشروعات التي مثلت محور ارتكاز الخطط المستقبلية.

أشار مسئولو الوكالة إلى المكوك الفضائي والمحطة بوصفهما مشروعا واحدا معتمدا بعضه على بعض. اقترحوا تطوير المكوك الفضائي بالتزامن مع المحطة، بتكلفة 5 مليارات دولار أمريكي تقريبا لكل مشروع. اقترحت ناسا استخدامات أخرى للمكوك الفضائي، مثل إطلاق أقمار صناعية غير مأهولة وصيانتها، وإجراء دراسات بيئية من مدار ما، وإجراء عمليات استطلاع عسكري وعمليات إنقاذ في الفضاء. لكن، كان واضحا أن هذه الاستخدامات تأتي في مرتبة ثانوية بالنسبة إلى دورها في دعم المركبة الفضائية وبوصفها نقطة انطلاق رحلات مأهولة جديدة.

كانت محاولات الترويج لمشروعي «المكوك الفضائي/المحطة الفضائية» والإقناع بها كافية تماما، لكنها كادت تقضي على كلا المشروعين. زعم عضو الكونجرس جوزيف كارث (ديمقراطي عن ولاية مينسوتا) - عضو لجنة العلوم والفضائيات في مجلس النواب، التي عادة ما كانت مناصرا قويا لبرنامج الفضاء - أن ناسا كانت تسعى إلى أن تنتزع من الكونجرس التزاما جزئيا بما سماه «هدفها الأسمى» لإرسال رواد فضاء إلى المريخ. في أبريل 1970، اقترح كارث تعديلا في الاعتمادات المالية الكلية لبرنامج المكوك الفضائي/المحطة الفضائية. لم يفلح تمرير التعديل بأقل هامش ممكن؛ حيث تعادلت الأصوات بواقع 53 صوتا إلى 53 صوتا. في يوليو، اقترح السيناتور والتر مونديل تعديلا مشابها، لم يفلح تمريره أيضا حيث بلغت نسبة الأصوات 32 إلى 28 فقط.

مع ذلك، كان العمل آنذاك يسير في «أبولو» بعزيمة وهمة. وضعت ناسا برنامجا لإجراء عشر عمليات هبوط على سطح القمر فضلا عن «سكايلاب»؛ لأنها كانت تدرك جيدا أن هذا البرنامج القمري قد يلقى اهتماما هائلا من الرأي العام، وهو ما اتضح تماما في شهر أبريل من ذلك العام، عندما واجه رواد الفضاء في «أبولو 13» كارثة وشيكة. تعرضت مركبتهم، التي كانت تحمل المركبة القمرية، لانفجار مدمر بينما كانت في طريقها إلى القمر؛ وهو ما أدى إلى حدوث عطب مصدر الطاقة الرئيسي. لم يستطع رواد الفضاء تشغيل محركهم الرئيسي في ظل غياب الكهرباء. إذا كان هذا قد حدث بعدها بيوم، فبعد ولوجهم مدارا قمريا وإفلات المركبة القمرية، كانوا جميعا سيعلقون دون سبيل للعودة إلى الأرض.

Page inconnue