Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

Muhammad Sacd Tantawi d. 1450 AH
141

Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Genres

كان زملاء جلين من رواد الفضاء وعائلاتهم في صحبته، ونزل الجميع في فندق والدورف-أستوريا، في أجنحة يحتوي كل منها على غرفتي نوم فاخرتين وغرفة معيشة فخمة . عادوا إلى برودواي لمشاهدة المسرحية الغنائية الناجحة الجديدة آنذاك «كيف تنجح في مجال الأعمال دون أن تحاول فعليا ذلك» من تأليف فرانك لويسر. تحولت المسرحية إلى عرض مسرحي بالأمر المباشر؛ حيث تخلى بعض أفراد الجمهور عن مقاعدهم المميزة، بينما أجلت شركة إنتاج المسرحية رفع الستار حتى وصول موكب جلين. كرم جلين في الأمم المتحدة، والتقى عمدة مدينة بيرث في أستراليا، الذي أضاء أنوار مدينته عندما كان جلين يمر بمركبته فوقها، والذي سافر إلى نيويورك خصوصا للترحيب به للحظات قصيرة. ثم عاد الموكب إلى أوهايو لتلقي مزيد من الترحيب من الأشخاص الذين كانوا على معرفة أكبر به.

كان من المقرر عرض الكبسولة التي استقلها في متحف سميثونيان مع طائرة «سبيريت أوف سانت لويس» التي حلق بها لندبرج. في يوتا، وظهرت حركة أضافت حرف

n

ثان (على غرار اسم جلين

Glenn )، إلى سد وادي جلين الذي كان بناؤه قد اكتمل جزئيا. كما أرسل نيكيتا خروتشوف تحياته، مثلما فعل غيره من رؤساء الدول الذين كان يزيد عددهم على ثلاثين رئيسا. وجاءت رسالة من الفنان بابلو بيكاسو: «إنني فخور به كما لو أنه أخي.»

أظهر جلين خلال ذلك كله لباقة فطرية وتواضعا وهدوءا، وتجاوز مسئولي واشنطن المتملقين، الذين هللوا عندما قال: «لا يزال يخالجني شعور يصعب تحديده عندما أرى العلم يرفرف أمام ناظري.» تكيف جلين على مضض مع الاهتمام المستمر الذي أولاه ليندون جونسون. كان يبتسم ابتسامات عريضة أثناء سيره في الموكب، وكان يدير رأسه نحو الجموع مثلما كان يفعل كينيدي عند خوض حملاته الانتخابية. كان الخبراء يعدونه لتولي مناصب سياسية عليا. وصار جلين عضوا في الكونجرس عن ولايته الأم.

مثلت هذه الرحلة نقطة فارقة خلال الأعوام التي تلت قرار كينيدي بإرسال إنسان إلى القمر. بالإضافة إلى ذلك، تحقق إنجاز جلين في إطار مؤسسة ناسا التي كانت تشهد توسعا سريعا. خلال النصف الثاني من عام 1961، التزمت ناسا بدعم «أبولو» من خلال بناء أربعة مراكز ومنشآت جديدة كبرى، جميعها في تكساس وفي الجنوب العميق. تحقق في المواقع الجديدة شرط نقل صواريخ التعزيز الكبرى على طرق مائية خالية من الثلوج؛ إذ كانت تلك الصواريخ أكبر كثيرا من أن يتسنى نقلها من خلال خطوط السكك الحديدية أو الطرق السريعة. عكست هذه المواقع أيضا سياسة كينيدي لضخ التمويل الفيدرالي إلى الجنوب، وهو إقليم كان مؤيدا للحزب الديمقراطي بقوة، وكان متخلفا اقتصاديا عن سائر أقاليم البلاد. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه السياسة تلبي حاجات بارونات الجنوب من رجال الكونجرس الذين كانوا يسيطرون على لجان مهمة في مجلسي النواب والشيوخ.

في أغسطس، شرعت ناسا في جهود بناء المنشآت بالإعلان عن إقامة ميناء فضائي للصعود إلى القمر على مساحة 125 ميلا مربعا من الأرض على جزيرة ميريت، شمال كيب كانافيرال. كان موقع كيب كانافيرال نفسه يتضمن العديد من منصات الإطلاق للصواريخ الموجودة، بما فيها صاروخ رو الباليستي العابر للقارات؛ حيث كانت توجد منصات ضخمة قرب المحيط، على مسافة لا تزيد عن بضع مئات من الياردات. بيد أن برنامج «أبولو» كان يحتاج إلى مسافة أكبر؛ كانت قاعدته على جزيرة ميريت تتمحور حول مبنى تجميع المركبات، الأكبر من نوعه في العالم، حيث كان حجمه الإجمالي 130 مليون قدم مكعبة. كان الحيز الهائل داخل المبنى يوفر مساحات كافية لإجراء عمليات تجميع وفحص متزامنة لأربعة صواريخ قمرية.

كانت ناسا تحتاج أيضا إلى مصنع تستطيع من خلاله الشركات الصناعية المتعاقدة تجميع صواريخ المرحلة الأولى. وكانت الحكومة تمتلك مصنعا جيدا، وهو مصنع ميشو قرب نيو أورلينز، الذي كان يطل على نهر المسيسبي. شيد المصنع خلال فترة الحرب لإنتاج سفن «ليبرتي»، وكان حجمه ضخما حقا؛ حيث كان حجم الحيز بين جنباته يزيد عن 1,8 مليون قدم مكعبة، وهو ما كان يعادل ألف منزل في مناطق الضواحي.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الصواريخ المرحلية المكتملة تتطلب إجراء اختبارات استاتيكية في موقع قرب مصنع ميشو الذي كان يوفر حيزا عازلا كبيرا. لم يكن مركز مارشال لرحلات الفضاء في هانتسفيل يصلح لذلك؛ فبعد إجراء الاختبارات الأولية على الصاروخ «ساتورن» الذي كان يتضمن ثمانية محركات، تعالت أصوات الشكاوى من سكان المدينة حتى باتت تحاكي في ارتفاعها صوت انطلاق الصواريخ نفسها. وجد فون براون ضالته في نهر بيرل في ولاية مسيسبي، على مسافة خمسة وثلاثين ميلا فقط من مصنع ميشو. كانت أرض الموقع عبارة عن أرض منبسطة من غابات الصنوبر، ولم يكن يقطنها سوى عدد قليل من السكان، وكان يسهل الاستحواذ عليها بحق الاستملاك العام. بالإضافة إلى ذلك، كان النهر يوفر وسيلة انتقال عبر المياه العميقة.

Page inconnue