Compte à rebours: Histoire des vols spatiaux
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Genres
كانت الفرصة قد سنحت لآيك للتدخل على نحو هائل في تلك البلاد، عندما هزم الفرنسيون في صراعهم ضد الرئيس الأول لفيتنام الشمالية هو تشي منه في عام 1954، بيد أن آيك أبى أن يتدخل وترك الفرنسيين يواجهون مصيرهم. لكن فيتنام كانت مجاورة للصين، في منطقة من العالم كان المد الشيوعي هو الأمر الأرجح، ولم يكن ذلك مقبولا على الإطلاق. كذلك، لم يلتفت كينيدي ومستشاروه إلى فيتنام الجنوبية في هذا الشأن، باعتبارها عميلا غير ذي أهمية للولايات المتحدة. قبل كينيدي ومستشاروه بنظرية الدومينو، التي كانت تعتبر فيتنام الجنوبية بمنزلة حجر زاوية؛ إذا سقطت، فسرعان ما ستتداعى أيضا منطقة جنوب شرق آسيا بأسرها. كان الأمر أشبه بافتراض أن فقدان سايجون سيفضي إلى ظهور مجال الازدهار المشترك لشرق آسيا الكبرى، الذي ستصبح فيه الصين هي القوة الاستعمارية بدلا من اليابان. لكن، كانت إدارة كينيدي تؤمن بذلك واتخذته أساسا لسياستها.
كانت فيتنام مهمة من جانب آخر؛ فقد كانت جزءا من العالم الثالث، الساحة الكبرى التي ربما تشهد انتصار الحرب الباردة أو هزيمتها. وكان يوجد في هذا العالم عدد كبير من الأمم المستقلة حديثا التي رأت أملا في الاشتراكية، وعادة ما كانت تزدري الغرب وتنظر إلى موسكو بإعجاب نظرا لأنها كانت تتبنى الاشتراكية ولم تبن أي إمبراطورية استعمارية خارج أراضيها. كانت المخاطر مرتفعة حتى في أمريكا اللاتينية؛ حيث كان من الممكن لأي من أمم القارة العشرين أن تصبح كوبا القادمة، وكانت مخاطر الاشتراكية مرتفعة بالقدر نفسه في أفريقيا وآسيا.
من هذا المنطلق، كان لا بد من دحض أي انتصارات دعائية وعسكرية لموسكو. كانت الرحلات الفضائية أحد الموضوعات الرئيسية التي تصدرت الحرب الدعائية، وكان من السهل تصور تسلسل النتائج المنطقية المترتبة على ذلك؛ روسيا في المقدمة؛ مما يعني أنها تمتلك أفضل الأسلحة؛ ومن ثم أفضل تكنولوجيا؛ ومن ثم مجتمعا أفضل وأكثر تميزا (وهو ما كان قادة العالم الثالث يميلون إلى الاعتقاد في صحته على أية حال).
لم يقر كينيدي قط - أثناء شنه حربا باردة شاملة - بفكرة أن تحشد موسكو الموارد في تنفيذ برامج رحلات فضائية مأهولة لخدمة أغراضها الدعائية، في الوقت الذي كانت تخذل مواطنيها في جوانب عدة أكثر أهمية. مرة أخرى، خلال حملة عام 1960، تحدث كينيدي عن العالم الثالث وشدد على أن الريادة في مجال الفضاء خطوة ضرورية إن لم تتخل أمريكا عن دعم برامجه:
تحترم شعوب العالم الإنجاز. خلال معظم سنوات القرن العشرين، كانت شعوب العالم تنظر بإعجاب إلى العلم والتعليم الأمريكيين، اللذين لم يكن لهما مثيل. أما الآن، فلا تعرف شعوب العالم على وجه اليقين أين سيكون المستقبل. كان اسم المركبة الأولى في الفضاء الخارجي «سبوتنيك»، وليس «فانجارد». كانت أول دولة تضع شعارها الوطني فوق القمر هي الاتحاد السوفييتي، وليس الولايات المتحدة.
إذا كان الاتحاد السوفييتي هو أول دولة تصعد إلى الفضاء الخارجي، فهذه أشد هزيمة منيت بها الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة؛ لأننا لم ندرك الأثر الذي كان سيتحقق لو كنا أول من ينطلق إلى الفضاء. ساد انطباع في جميع أنحاء العالم بأن الاتحاد السوفييتي يخطو بخطوات ثابتة نحو الأمام، بأن لديه أهدافا محددة، بأنه يعرف السبيل إلى تحقيق أهدافه، وبأنه يمضي قدما إلى الأمام بينما لا نزال في موضعنا لا نبرحه. هذا هو ما يجب أن نتغلب عليه، ذلك الشعور النفسي الذي استشرى في العالم بأن الولايات المتحدة قد بلغت مرحلة الشيخوخة، أن ذروة مجدنا ربما ولت وأننا الآن في طريقنا إلى فترة سبات طويل وبطيء.
4
كان مشروع «أبولو» يمثل إذن الكثير بالنسبة إلى كينيدي؛ كان برنامجا فيدراليا في مجال التكنولوجيا، في عصر كان الناس يعجبون بهذه البرامج ويتوقعون المزيد. كان «أبولو» يمثل خطة مدروسة جيدا من إحدى وكالات كينيدي التي استطاعت أن تعالج مشكلة ملحة، وكان كينيدي مسئولا عن التصديق على هذه الخطط واعتمادها. جاء مشروع «أبولو» متوافقا مع حسه التاريخي، ورؤيته للمستقبل، وروحه كإنسان. كما أنه كان مهما للغاية؛ لأنه كان من شأنه أن يحول دون تحقيق أي انتصارات إضافية من جانب موسكو، ويسهم في وقف المد الشيوعي في العالم الثالث. ولم يكن هذا كل ما في الأمر؛ إذ كان الاسم الذي اختاره كينيدي لإدارته، الحدود الجديدة، يشير بقوة إلى رحلات الفضاء. ومثل أي قائد سياسي، كان كينيدي يعرف كيف يكيف خطابه بما يتوافق مع الجمهور الذي يخاطبه؛ إذ أوضح كينيدي العلاقة في عبارة نشرت في المجلة التجارية «ميسايلز آند روكتس»: «هذا هو عصر الاستكشاف الجديد؛ فالفضاء هو أعظم حدودنا الجديدة.»
تولى كينيدي مهام منصبه في يناير 1961، وبدأ يباشر مهامه بنشاط وحماس بالغين، وسط سيل من البيانات والقرارات والإجراءات. أراد كينيدي منذ البداية أن يراه العامة بوصفه شخصا نشيطا ومتأهبا لاتخاذ خطوات، وعلى الرغم من أن الفضاء لم يكن مسألة ملحة، فقد تعامل كينيدي معه أيضا. أصدر كينيدي توجيها إلى نائبه، ليندون جونسون، لتولي المسئولية في هذا المجال لعلمه أن جونسون كان يتولى أمور الصواريخ والفضاء منذ إطلاق القمر «سبوتنيك» الأول؛ كما التقى كينيدي مع مسئولي ناسا واتفق على دعم موازنتهم للإسراع بعملية تطوير الصاروخ «ساتورن». مع ذلك، كانت قرارات كينيدي المبكرة تميل إجمالا إلى ترسيخ حذر آيك بدلا من توجيه البلاد نحو آفاق جديدة.
لكن، كان السوفييت يحققون انتصارات متوالية ولم يكونوا ليتوقفوا عن ذلك، حتى في حال موت رائد فضاء، وهو ما حدث في 23 مارس. كان الضحية، فالنتين بوندارينكو، يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما، وكان أصغر رواد الفضاء في بلاده. كجزء من تدريبه، قضى بوندارينكو عشرة أيام معزولا في غرفة ضغط ممتلئة بالأكسجين؛ كان يرتدي سترة تدريب من الصوف، وكانت ثمة مجسات موضوعة على جلده لتسجيل قياسات طبية. كانت الغرفة تحتوي أيضا على لوح تسخين كهربائي، كان يعد عليه وجباته.
Page inconnue