قالت عتبة: «سيدي أبو العتاهية؛ شاعر أمير المؤمنين.»
فلما سمع الحارس اسمه استأنس به لشهرته. والشعراء يومئذ زينة مجالس الخلفاء.
فقال الحارس: «وما الذي جئت به من قبله؟»
فأظهرت عتبة أنها تخشى التصريح بذلك وظلت ساكتة.
فقال الحارس: «ما بالك لا تجيبينني؟»
قالت عتبة: «جئت من قبله في مهمة إلى مولاتنا العباسة و... و...؛ فافتح لي ولا تعطلني، حفظك الله وأبقاك.»
فلم يشك الحارس في أنها تقول الصدق، فأراد العبث بها فقال: «أتيت في مهمة سرية؟ إذن امكثي في مكانك واحفظي سرك معك.» قال ذلك وأغلق الخوخة.
فصاحت عتبة: «أستحلفك بالله أن تفتح لي ولا تضايقني؛ فقد كفاني تأخري الليلة الماضية، ولا آمن من شر أتوقعه بسببه، فكيف إذا تأخرت الليلة أيضا؟!»
فعاد الحارس وفتح الخوخة وقال لها: «لا أطلق سراحك إلا إذا أخبرتني عن السر الذي جئت به.»
قالت عتبة: «أراك تعبث بي وقلبك مستريح وأنا قلقة، فإذا لم تصدق قولي فإني أستشهد بمولاتي العباسة عليه. ألا تصدقها؟»
Page inconnue