Le Jardin des prédicateurs et le parc des auditeurs

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
5

Le Jardin des prédicateurs et le parc des auditeurs

بستان الواعظين ورياض السامعين

Chercheur

أيمن البحيري

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lieu d'édition

لبنان

فَمن استعاذ بِالْملكِ الْوَهَّاب من شَرّ الشَّيْطَان الْكذَّاب فقد عمل بِالسنةِ وَأَحْكَام الْكتاب وَالْقُرْآن شَافِع لمن عمل بِهِ وخصم على من لم يعْمل بِهِ وَاعْلَمُوا عباد الله أَن الشَّيْطَان يصدكم عَن الْعَمَل بالتنزيل ويبعدكم عَن الْملك الْجَلِيل ويلقيكم فِي مَعْصِيَته لتصيروا إِلَى الْعَذَاب الدَّائِم الطَّوِيل فِي الْيَوْم الهائل العبوس الثقيل ١٠ - لكل أحد الشَّيْطَان رُوِيَ عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ ﵂ أَنَّهَا قَالَت قلت يَا رَسُول الله مَا من أحد إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَان قَالَ نعم قَالَت وَأَنت يَا رَسُول الله قَالَ وَأَنا إِلَّا أَن الله أعانني عَلَيْهِ فَأسلم أعوذ بِاللَّه من خشوع النِّفَاق أعوذ بِاللَّه من الْبعد والفراق أعوذ بِاللَّه من مُخَالفَة الْملك الخلاق أعوذ بِاللَّه من عَذَاب يَوْم التلاق أعوذ بِاللَّه من الْخلاف بعد الْوِفَاق وأنشدوا (وَيحك عذ بِاللَّه ذِي الْجلَال ... وَالْمجد والنعماء والإفضال) (ثمَّ اتل آيَات من الْقُرْآن ... ووحد الله وَلَا تبال) أعوذ بِاللَّه من عبد شارد أعوذ بِاللَّه من شَيْطَان مارد أعوذ بِاللَّه من عَدو حَاسِد أعوذ بِاللَّه من قلب فَاسد أعوذ بِاللَّه من بدن عَن الطَّاعَة متقاعد وَاعْلَمُوا عباد الله أَن الله ﵎ إِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خيرا أبعد عَنهُ شَيْطَانه وأعانه عَلَيْهِ ونشطه للطاعة وأزال عَن بدنه الكسل فَأقبل العَبْد عِنْد ذَلِك على مَوْلَاهُ وَأعْرض عَمَّن سواهُ وآثر رِضَاء سَيّده على هَوَاهُ فَعِنْدَ ذَلِك يَجْعَل الله الْجنَّة الْعَالِيَة مَأْوَاه وَإِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ شرا مكن مِنْهُ شَيْطَانه وسلطه عَلَيْهِ فَأَبْعَده عَن طَاعَة الْجَبَّار وكسله عَن عمل الْأَبْرَار وحبب إِلَيْهِ أَعمال أهل النَّار وبغض إِلَيْهِ أَعمال أهل دَار الْقَرار

1 / 14