256

Le Jardin des prédicateurs et le parc des auditeurs

بستان الواعظين ورياض السامعين

Enquêteur

أيمن البحيري

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lieu d'édition

لبنان

الله ﷾ خَاتم سُلَيْمَان ﵊ فِي يَوْم عَاشُورَاء وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى أسكن آدم الْجنَّة وختمه بِخَاتم الْعِزّ وَقَالَ يَا آدم هَذَا خَاتم عهدي فَإِذا نسيت عهدي يَا آدم اخلعه مِنْك ثمَّ ألبسهُ من أنبيائي من لَا ينسى عهدي وأورثه خلافتك فَفَزعَ آدم وَقَالَ يَا رَبِّي من هَذَا الَّذِي تورثه خلافتي قَالَ الله تَعَالَى ولدك سُلَيْمَان أسلمه من الْكبر وأجعله مثلا للمردة من ولدك الَّذين يفسدون فِي أَطْرَاف الأَرْض ويسمون أنفسهم ملوكا فِي أكنافها
فَأَخذه آدم ﵇ فتختم بِهِ فَكَانَ يضيء لنوره أَشجَار الْجنَّة وتضحك حور الْجنان وتميل الخزنة لرُؤْيَته عجبا مِنْهُ وَمن حسنه وجماله فسبحان من أكْرمه واصطفاه ﷺ حَتَّى عصى ربه وَنسي عَهده طَار الْخَاتم من أُصْبُعه طيرانا فَزعًا مذعورا حَتَّى استجار بِرُكْن من أَرْكَان الْعَرْش وأنطق الله الْخَاتم فَقَالَ إلهي وسيدي هَذَا آدم قد رفضني وَأَنت قد طهرتني بِهِ وجعلتني لأهل الطَّهَارَة فَقَالَ الله ﷻ اسْتَقر فلك الْأمان وسنجعلك لمن نسلمه من الْكبر ونعزه بك على أَن لَا يملكك أحد بعده أبدا فَلَمَّا اصْطفى الله سُبْحَانَهُ سُلَيْمَان ﵇ بالخلافة وَالْولَايَة وَأحب أَن يرى عباده قدرته جعل عَن سُلَيْمَان ﵊ فِي ذَلِك الْخَاتم وأنزله الله سُبْحَانَهُ إِلَيْهِ يَوْم عَاشُورَاء صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة وَسليمَان قَائِم فِي محرابه وَخَلفه إثني عشر سبطا فِي كل سبط إثني عشر ألفا من الْعلمَاء والحكماء والقضاة من أهل التَّوْرَاة وَالزَّبُور ودراسة الْكتب إِلَّا أَصْحَاب البرانيس والعكاكيز فقد أظلهم الطير من فَوْقهم فَبَيْنَمَا سُلَيْمَان ﵇ فِي قِرَاءَة الزبُور إِذا ناداه جِبْرِيل ﵇
٤٢٢ - خَاتم سُلَيْمَان
وَقَالَ لَهُ السَّلَام عَلَيْك يَا سُلَيْمَان هَذِه هَدِيَّة الله إِلَيْك خُذ هَذَا الْخَاتم فتختم بِهِ فَسجدَ سُلَيْمَان لله رب الْعَالمين شكرا وَسجد من خَلفه من أول النَّهَار إِلَى آخِره تَعْظِيمًا لله ﷿ وتحميدا لَهُ حَتَّى إِذا رفع رَأسه صعد كرسيه واستقبل النَّاس بِوَجْهِهِ وَرفع إِلَيْهِم الْخَاتم فلمع فِي يَده كالبرق الخاطف فَقَالَ لَهُم هَذَا خَاتم جمع الله لي فِيهِ سلطاني وَعِزَّتِي وفضلني بِهِ على الْعَالمين وَهُوَ خَاتم الطَّاعَة لَا يمسهُ إِلَّا عَزِيز تَقِيّ نقي قَالُوا لَهُ قد أدينا لَك طاعتنا وَأَنت الْعَزِيز التقي النقي الْأمين وَكَانَ على تربيع الْخَاتم مَكْتُوب على الْجَانِب الأول أَنا الله لم أزل وعَلى الثَّانِي أَنا الله الْحَيّ القيوم وعَلى الثَّالِث أَنا الله الْعَزِيز لَا عَزِيز غَيْرِي وعزيز من

1 / 265